23 ديسمبر، 2024 2:20 م

شاعر شعبي ..كتب عن الزاد والملح..فقال: 
وحق اهل الوفه والملح والزاد…
الكرم أفضل معاني الشيم والزاد…
حلالي ما يهمني النقص والزاد…
تهمني الناس شتسولف عليه…
واهلنا -سابقا- قد جعلوا قيمة اخلاقية ومعنوية لموضوع الزاد والملح… يعني اذا اكل احدهم في بيت .. التزم باحترام وقدسية لاهل البيت ..او للبيت واهله…
ومن النكات في هذا الموضوع.. ان شخص (لص)..دخل بيتا وجمع المسروقات في كيس .. وبادر للخروج من باب المطبخ الخلفي.. واثناء مروره في المطبخ شم رائحة تشريب على الطباخ.. فانطلق نحو (الجدرية) يثرد وياكل.. حتى قضى على على القدر قضاءا تاما… فمسح فمه بيديه وهم بالخروج..لكنه توقف قليلا.. وقرر ان يترك الكيس والمسرقات ..قائلا بصوت مسموع..؛ ما ترهم .. صار بيننا زاد وملح..وعند الصباح.جلس اهل البيت ليشاهدوا اغرب سرقة.. السارق اكل التشريب وترك المسروقات.. او سرق التشريب.. ليس الا ..!
ويمكن القول: ان احد الاهداف المحتملة لاضراب الجمعة القادمة هو تحقيق حالة ارتباط واندماج شعبي ..لكن ليس بطريقة الزاد والملح.. التقليدية الشائعة ..بل بطريقة الجوع والملح .. بطريقة الصدر المبتكرة.. واستدل على ذلك باستقراءحالات مماثلة تعمدهاالسيد مقتدى الصدر؛ منها:
اولا: الفعاليات الميدانية بين الصدريين منذ 2003 ..وقد ساهمت تلك الفعاليات والممارسات العملية في تعميق العلاقة بين الافراد.. وتشخيص اداء الافراد ومضمونهم الاخلاقي وفضح المتغيبين والمتخاذلين.. ثانيا: مؤتمرات ميثاق الشرف الوطني المتكررة .. وكانت ممارسات عملية لبناء علاقات بين العناوين المحلية في الساحة، لاجل هدف وحدوي.. .. وهي محاولة لاجل تأسيس تفاهم وطني.. يتضمن -بالملازمة- تشخيص المتعاطفين مع المشروع الوطني.. وبالعكس.
ثالثا: التظاهرات والاعتصامات التي انجزت فعلا اندماج عاطفي وفكري بين التيار المدني والصدري… سيكون له اثر بناء في دولة الاصلاح القادمة..ويمكن للقارئ اللبيب ان يتصور النتائج الايجابية للفعالية القادمة (الاضراب).. ويبدو انها ستنفع في التالي:
اولا: توسيع حالة المعارضة الشعبية ضد السلطة الفاسدة واحزابها.. لان ساحة التحرير سوف تتحول الى ساحات اكثر.. او سوف تكون لها فروع في المحافظات والاقضية..
ثانيا: ان الوصول يكون اسهل للمواطن الذي لم يوفق في الوصول الى ساحة التحرير بسب الفقر او الخوف. 
ثالثا: ان مناخ الاضراب عن الطعام يوفر فرصة انسانية مناسبة وعامة للتعايش السلمي بين افراد المجتمع .. وسيكون حدثا تاريخيا يفتخر به المشاركون.. وسيتم توثيقه .. ونشره..مما يضاعف من نتائجه الايجابية لوجود تعاطف شعبي مع المضربين. وسيكون له اثرا انسانيا اعمق من اثر الزاد والملح .. لانه سيكون ممزوجا بالجوع وبالصبر والتحدي..
ويمكن القول ان العقل الفذ لال الصدر.. قد سجل انجازاته على امتداد التاريخ ..مما اضطر الاعداء الى تصفية ال الصدر جسديا.. تعبيرا عن عجز الاخر عن المواجهة الفكرية .. واليوم يمارس السيد مقتدى الصدر دوره في انقاذ العراق وشعبنا من مستنقع الطائفية واحزابها الفاسدة وتخالفها اللاوطني.. واعتقد انها فرصة جيدة للوطنيين لمساندة هذا الحراك.. وتسجيل موقف مشرف دنيوي واخروي في مساجد الاضراب وكنائسه ..بدلا من حالة النفاق والانزواء في مقاهي النقد والتشكيك..وللحديث بقية