12 أبريل، 2025 10:04 م

اضراب المعلمين في العراق

اضراب المعلمين في العراق

الوجه الآخر لإضراب المعلمين يمكن أن يُنظر إليه من عدة زوايا سواء من حيث الآثار السلبية أو الانتقادات التي قد تُوجّه لهذه الخطوة ويعتبر إضراب المعلمين في العراق هو أحد أشكال الاحتجاج الذي يستخدمه المعلمون للمطالبة بتحسين ظروفهم المادية والمعنوية مثل زيادة الرواتب وتوفير الحماية الاجتماعية وإصلاح النظام التعليمي. لكن هذه الإضرابات لها جوانب متعددة منها الإيجابي ومنها السلبي.

وأسباب إضراب المعلمين في العراق هو تدني الرواتب والمزايا المالية حيث يعاني الكثير من المعلمين من رواتب متدنية لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية خاصة مع ارتفاع الأسعار وايضا يعاني التعليم في العراق من سوء الظروف العملية ونقص التجهيزات المدرسية والبنية التحتية المتدهورة في كثير من المدارس وكثافة الطلاب في الصفوف مما يجعل العملية التعليمية صعبة.

وهنا يشعر المعلمين بعدم المساواة مقارنة بموظفي قطاعات أخرى من موظفي الدولة في دوائر أخرى من حيث الرواتب والمزايا ويجب الضغط على المسؤولين لمعالجة مطالبهم ولابد من تضامن المجتمع في بعض الأحيان ليحظوا بدعم الأهالي والناشطين مما يزيد من قوة مطالبهم وتحقيق المكاسب

ونلاحظ ردود فعل المجتمع حيث يعتبر بعض الأهالي الإضراب تضحية بمصلحة الطلاب وخاصة إذا طال أمده دون حلول واضحة وقد تنشأ انقسامات بين مؤيد للإضراب (كحق مشروع) وآخرين يرونه وسيلة ضغط غير مناسبة وأن تعطيل العملية التعليمية تأثر على الطلاب وخاصة في الصفوف المنتهية السادس الإعدادي والثالث متوسط وتراكم الدروس وزيادة العبء على الطلاب بعد انتهاء الإضراب.

وكما اسلفنا فأن هناك ردود فعل متباينة في المجتمع فبعض الأهالي يؤيدون الإضراب كحق للمعلمين بينما آخرون يرونه إضراراً بمصلحة الطلاب ويمكن استغلال بعض الأطراف السياسية للإضراب لأغراض أخرى غير تعليمية وقد يستغل سياسياً ويتم توظيفه من قبل جهات سياسية أو نقابية لأجندات أخرى غير مطالب المعلمين المباشرة وتحويل القضية إلى صراع بين النقابات والحكومة بدلاً من التركيز على الحلول.

وقد يُستخدم الإضراب لتشويه صورة المعلمين أمام الرأي العام ووصفهم بأنهم غير مخلصين أو متهربون من مسؤولياتهم وخاصة يأتي هذا التشويه من الإعلام المُعارض ولكنه حقاً مشروعاً للمطالبة بتحسين الأجور والظروف الاقتصادية ومن المهم موازنة هذه الأدوات الاحتجاجية مع استراتيجيات أخرى تعزز الحوار البنّاء وتضمن حقوق جميع الأطراف دون الإضرار بمصلحة التعليم وإذا كان الاضراب منظماً وواضح المطالب ويحظى بدعم شعبي فقد يجبر الحكومة على الاستجابة ولابد ان تقدم الحكومة وعوداً أو تحسينات جذرية لجميع المشاكل وليست سطحية لإنهاء الإضراب

وفي النهاية فإن إضراب المعلمين في العراق يعكس أزمة نظام التعليم ككل وهو محاولة لتحسين أوضاعهم لكنه يحتاج إلى استراتيجيات أكثر فعالية لضمان تحقيق المطالب دون الإضرار بالطلاب والعملية التعليمية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات