قبل مهزلة ما يسمى بالانتخابات اشرنا الى ان السراق وعملاء دول الجوار سيعملون ما باستطاعتهم لكي تبقى مقاليد الامور بايديهم ، وليس بغريب ان يعمدوا الى التزوير والتدليس وحتى الاغتيال في سبيل هذا الهدف.
نعم، ان من باع ضميره وشرفه للمحتل الامريكي والايراني ، ليس بالجديد عليه ان يبيع دماء ابناء العراق في سبيل تحقيق مأرب المحتل ، ولن يقف دون تحقيق اهداف هؤلاء العملاء سوى نهضة شعبية مستقلة عن أي حزب او تيار .
ان ثورة ابناء البصرة ليست بالامر الجديد، مطالب قديمة وتجدد كل حين واخر، الماء ، الكهرباء ، البطالة، التلوث، الفساد، سيطرة المليشيات وغياب الامن ، هذه امور ليست جديدة، ولا يقتصر الامر على البصرة، حتى العاصمة بغداد (الا من انعمت عليهم من سكان الخضراء وهم الدرجة الاولى).
الجديد في الامر ، ان هذه المطالب تزامنت مع حمى السعي لتشكيل كتلة السراق الاكبر، هذه المستجدات القت بالظلال على هذه الثورة البيضاء، حيث يحاول كل طرف ان يجير هذه المطالب الى قرصه ، اقول ؛ جميع المتصارعون اليوم على تشكيل كتلة السراق الكبرى هم مشتركون في ذبح البصرة، اليست هذه الاحزاب والتيارات تمتلك مليشيات في البصرة، الا يمتلك كل حزب او تيار ممثل عنه في مجلس المحافظة، اليس كل حزب وتيار لديه حصة شهرية من الصادرات، حيث ومنذ 2003، كل حزب او تيار لديه يوم مخصص لتصدير البترول من خلال ميناء ابو فلوس ، فلا تتباكوا اليوم على البصرة وتحملون قميص عثمان زورا وبهتانا .
ان ثورة او قل انتفاضة اهل البصرة لا شأن لها بمقر حزب او مقر دبلوماسي، فلا اظن اهلنا في البصرة (سذج) او (لا يفقهون) لكي تنطلي عليهم (الاعيب) مخابراتية خبرناها من خلال العيش في ظل النظام الصدامي، فعلى سبيل المثال لا الحصر، في مطلع نيسان 1980، وفي مدخل كلية الادارة والاقتصاد التابعة للجامعة المستنصرية حصل تفجير انتحاري راح ضحيته عددا من الطلاب وحسب رواية الدولة ان المستهدف هو شخص طارق عزيز، وقد اظهرت الماكنة الاعلامية الصدامية في حينها احدى الطالبات وهي ترقد في المشفى والتي زارها الهدام وهي تطلب منه ان يعاقب ايران لانه من قامت بهذا الاعتداء.
اقول ان هذه الاعيب القديمة المخابراتية من تفجيرات وحرق واغتيالات ماهي الا محاولة للقضاء على هذه الثورة الحقة، محاولة لتشويه هذا التحرك الشعبي ، من جانب اخر ، فان اختلاف الفاسدين على (تقسيم كعكة العراق) جعلهم يتخبطون في تصرفاتهم ، فما هو المقصود من حركة حرق المقار الحكومية، اليس من السذاجة ان تحرق مقرات تقدم الخدمة لابناء مدينتك، والاجدر بالثوار قطع راس الافعى (الحليم بالاشارة يفهم)، الافعى لا ينفع معها سوى قطع الرأس ، من جانب اخر تعتبر البصرة شريان تمويل هذه الاحزاب، لذا ينبغي قطع شريان التمويل هذا، وبعدها سوف يشهد المتظاهرون تقهقر الفاسدين.
وفي الختام ادعو اهلي في البصرة الى الحفاظ على اموالهم ، فان من ذبحكم بالامس يسعى اليوم لحرق ثورتكم قبل حرق بصرتنا، عليكم بمصادر تمويل هذه الاحزاب والتيارات وانتم اعلم من الجميع ماهية هذه المصادر.
التتمة في الحلقات القادمة ، اذا بقيت في الحياة.