23 ديسمبر، 2024 2:00 م

هذا رجل مصري اكره زوجته( بهيه) على البغاء، واشترط عليها ان يكون قريبا منها في جميع ممارساتها، واستمر الحال الى ان جاء احد الزبائن يوما، فطرح عليها مالم يطرحه غيره، واجبرها على المفاضلة بينه وبين زوجها، فاصرت ان زوجها الافضل، وعندما سمع زوجها ماقالت، اخرج رأسه من تحت السرير وهو يصيح: اصيله يبهيه، ونحن نقول لمرسي اصيل يمرسي، لانك اعلنت مقاطعة سوريا واعلان الجهاد في سوريا، لتزيد من فاقة وعذاب الشعب المصري المسكين، لقد دخلت مصر في نفق مظلم بعد اختيار شعبها للاخوان، فتجربة الدين وحكم الدين والاخوان لم تكن معروفة من قبل، حيث فصل فاصل زمني كبير بين الخلافة الاسلامية والعصر الحديث، وحتى الخلافة الاسلامية في زمن بني امية وبني العباس، لم تكن متطرفة الى هذه الحدود، حيث نقرأ عن انفتاح الخلفاء على الادب والشعر والموسيقى.
ان مصر باقتصادها المتهالك لاتستطيع ان تقاطع دول الخليج مثلا، او العراق، ولذا فان مرسي سيكون جنديا للسعودية وقطر ينفذ ماتطلبان منه بكل اخلاص، وسيصطدم بثقافة وانفتاح الشعب المصري الذي يختلف اختلافا جذريا عن الشعب في السعودية وفي قطر، لان الشعب المصري شعب عريق يمتلك ارثا ثقافيا وحضاريا كبيرا، ولذا لن يسلم قياده بسهولة لتيار ديني متطرف يكفر هذا ويعلن الجهاد على ذاك، ما يستدعي ان نتكهن بان المصريين لن يصمتوا تجاه فتوى مرسي الاخيرة وستكون هي فاتحة الاضرابات والتظاهرات الحقيقية التي ستزيح الاخوان عن السلطة، وهناك جوانب اخرى تستدعي تدخل الغرب وبسرعة، فاميركا والغرب روجوا للربيع العربي والفوضى الخلاقة لكنهم لم يوافقوا على سياسة قطر في تبني الحركات الاسلامية المتطرفة ، وخلق قواعد جديدة لتيارات اسلامية ستكون عبءا كبيرا على الغرب والولايات المتحدة، وعضلات مرسي التي ابرزها لن تكون سوى مسامير لنعش الاخوان الذي سيأتي بسرعة كبيرة؛ ان مرسي لم يفهم اللعبة بعد وهو ككل المتدينين الذين يرون الغيب ويرون ماتحت اعينهم، فيما يتركون المستقبل لارادة غيبية دون التخطيط والتفكير بما ستؤول اليه الامور، وعلى هذا الاساس فان اجتماعات مرسي لن تفضي سوى الى مزيد من العوز والفاقة واعطاء التنازلات لاسرائيل التي بدأت تخطف الاضواء من الولايات المتحدة وتنازعها سلطانها الذي بنته بدماء الشعوب وقهرها وويلاتها، وبالعودة الى مرسي فان اصالة هذا الرجل تنبع من طمع واضح في اموال الخليج، ومساعدات الدول التي تقف في محور مضاد لسوريا، حيث تتزعم هذه الدول النزاعات الطائفية التي يذكيها التاريخ بكل متناقضاته، في حين ان سوريا هي البلد الاخير الذي يقاوم ويحمل آثار النهضة العربية وتمجيد الامة العربية، بعد ان تزعمت هذا الخط مصر بكل قوتها ابان حكم عبد الناصر، فصار لزاما على الشعب المصري ان يحتفظ برواسب هذه الايديولوجية ولايسمح باعلان مرسي القاضي بتفتيت العرب وشرذمتهم على شكل مذاهب وديانات، كل هذا سيلقي بظلاله على الساحة المصرية، اضافة الى وعي الشعب المصري الذي لم يستطع اي واحد من الرؤساء فيما مضى على المراهنة بالضد منه، فالمصريون يمتلكون عقلية واسعة ومتفتحة ويستطيعون استقراء الاهداف التي تقف خلف فتوى مرسي التي صدرت وسط حشد عربي ربما وعد الرجل خلاله بمزيد من المساعدات المالية والمعنوية، ومع هذا فالخيار مايزال بيد الشعب ولاينفع مرسي رفع الاصوات التي يصدرها الخليج باتجاه مصر وهو ينادي اصيله يبهيه.