18 أكتوبر، 2024 5:03 ص
Search
Close this search box.

اصلاح الاصلاح /4

يبدو ان السيد العبادي عازم على المضي قدما في تحقيق برنامجه في الاصلاح رغم قلة الحيلة وتفرق الناس من حوله. بما فيهم ابناء كتلته التي ينتمي اليها .. فعندما تتضرر المصالح الشخصية يصبح حب الوطن نزهة يمكن التخلي عنها او تأجيلها ..
ولعل الحديث الاخير لرئيس الوزراء الذي جاء ردا على الاتهامات الموجهة له بالتفرد والتجاوز على صلاحيات البرلمان ، وخاصة ما جاء في المقابلة الصحفية لرئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري مع صحيفة الشرق الاوسط السعودية ، حيث اكد رئيس الوزراء انه لم ينفرد في قرارته الاصلاحية وانما حصل على تصويت عليها من مجلس الوزراء ومن ثم مجلس النواب وكلا التصويتين اعطيا الصلاحيات التنفيذية والتشريعية.

الصحافة العراقية ما زالت تتناول موضوع الاصلاحات بشكل واسع وما زالت الآراء تطرح عبر وسائل الاعلام المختلفة ، وتشغل برامج وتقارير خبرية ومقالات رأي ودراسات ، جاء في بعضها نقد للتسويف والالتفاف على الاصلاحات ، وعرض البعض الاخر للتحديات التي تواجهها حكومة العبادي ، اضافة الى تساؤلات من قبيل اين ستأخذ بالعراق مجموعة الازمات ، ازمة البرلمان والحكومة ، وازمة المصالحة ، وازمة الاقتصاد العراقي ، فضلا عن التحديات وفرص الاصلاح الحقيقية .

في حين ذهب البعض في رأيه بعيدا بحيث اعتبر ان العبادي سقط مرتين عند اعلانه لجملة الاجراءات الاصلاحية ، بما فيها اصلاح الجهاز الاداري ومكافحة الفساد المالي ، فهذا جعفر الفنان ينشر في موقع الكتروني عراقي ما مضمونه ان العبادي يتفاعل مع وسائل الاعلام ، ويتفاعل مع ما يكتب لكنه يطلق مبادرات في الاعلام دون ان يتابعها.. ويأتي على امثلة كثيرة منها تشكيل لجنة لتبسيط الاجراءات الحكومية ، ورفع الكتل الكونكريتية في شوارع العاصمة ومنع تضليل السيارات الحكومية ، فتح المنطقة الخضراء امام المواطنين .

في حين ان احمد البديري يرى في عموده الصحفي الذي نشره في موقع الكتروني ايضا ان ما يحتاجه السيد العبادي للخروج من الدوامة ونفق التحديات المظلم وحساباته المعقدة في العراق هو الارادة المجردة من التأثيرات الداخلية والخارجية

والتحرر من ضغوط المحسوبية والمنسوبية لاتخاذ خطوات اصلاح حقيقية وليست قرارات ترقيعية ..

هذه العبارات غالبا ما اغرت الصحفيين واستخدموها بكثرة لوصف اجراءات الاصلاح بانها اقل من ما مطلوب وهي جزء صغير من كل اكبر .

ويصف حسن جوان في مقاله الذي نشرته صحيفة عراقية بعنوان (أنى لك هذا؟) ابناء العراق بانهم مظلومون ، وكلهم مسروقون بطريقة او اخرى ، بل وصل بهم الامر الى الموافقة بالأمس على دعوة الاصلاح الصادرة من المرجعية – حسب وصف الكاتب – املا في الخلاص ، مستندا في ذلك الى البعد الديمقراطي الفضفاض لمبدأ حرية الرأي.

صحفي اخر انتقد الاجراءات الامنية التي رافقت زيارة السيد العبادي الى مدينة النجف الاشرف ، فقد كتب اكرم السياب في صحيفة محلية يقول: لعلك رأيت الناس تتسارع هربا من امام موكبك ، وربما تبادر الى ذهنك انهم ذاهبون الى العمل .. ثم يقول لا يا سيدي فنحن لا نحترم الوقت ، ولا نستثمره ، وانما كانوا هاربين من صيحات حمايتك . ويضيف كان من المؤمل ان تتابع العملية الادارية والاستثمارية والسياسية والامنية في المحافظة ، وتعمد الى اصلاحات جديدة، كان بامكانك ان تسير بين الرعية كما فعلها سيد المدينة قبل الف واربعمئة عام .

في صحيفة عراقية اخرى كتب عبد الكريم لطيف يقول الى اين ستأخذ بالعراق الازمات واية حكومة في العالم حينما تستلم مقاليد الامور والحكم في الدولة سيكون من اولوياتها القضاء على الازمات الداخلية بكل السبل المتاحة . ولا بد ان يكون الفريق الحكومي متجانسا حتى يستطيع ان يخطط وينفذ البرامج في المجالات كافة ، خاصة الامن والاقتصاد والخدمات ويرى الكاتب ان زيارة السيد العبادي الى النجف كشفت ان مقاومة الاصلاحات التي كانت مخفية اول الامر بدأت الان تطفو على السطح .

ومعنى ذلك ان المواجهة اصبحت مكشوفة .. مساحة هذا العمود لا تتسع اكثر من الذي ذكرناه ، وسنتناول حتما اراء وافكار اخرى في عمود لاحقا .. لكن ملخص القول ان لا خوف من الصحافة فهي تنتقد بغرض البناء وليس الهدم .

أحدث المقالات