هل الاصلاح في البنية السياسية العراقية مجرد فتوى دينية ؟.. ام انها صحوة تعقب غفوة للنخب السياسية العراقية اتت بعد حين؟.. بل حتى يمكن التساؤل ، هل هي فتوى شعبية اعلنتها التظاهرات التي انطلقت في بغداد وعدد من المحافظات؟..
انه حس الشارع العراقي الذي تنفس الصعداء واخرج قيح جروح طالما آلمته واخفاها بين حنايا القلب كي تستمر العملية السياسية بعد عهود من الظلم والطغيان والظلام ، عله يبصر النور على دولة حديثة متطورة وامة مثل بقية الامم .. الحلم الذي بقي طويلا في عالم الغيب استيقظ في ضمير الشعب تحمله هتافات المتظاهرين وتلويحات اناملهم وزئير حناجرهم ، أن كفى ايها السياسيين ، كفى هذا السير بالعراق الى المجهول .. لقد حان وقت الحساب ..
الشعب يكتب باقلام انبرت بتارة لقطع عضو الفساد وتعيب على من حمل حزبه وكتلته بين حنايا الضلوع ورمى بالعراق على الطرقات .. كتابات واقلام وهواجس وكلمات وشتائم وسباب وعتب واستهجان واستغراب وتساؤل طالما نقلته لنا المقروءة والمسموعة والمرئية . فهذا رائد عمر العيدروسي يقول لم نسمع ولم نر ولم نشم بحاسة الشم الصحفية هذه الحزمة من الاصلاحات.. المطلوب من المكتب الصحفي لرئيس الوزراء ابداء توضيحات اكثر حول “الحزمة” سوى مسألة نواب الرئاسات والحمايات ، وتفاصيلها وآلية التعامل معها ، وتنوير الرأي العام بمكنوناتها وموادها المرتقبة التي طال انتظارها .
وهذا عبد الزهرة الهنداوي يكتب في الصباح الجديد عن الاصلاح من طرف واحد ويقول هل سأل الموظف الحكومي نفسه وهو المعني بالدرجة الاساس بتنفيذ الاصلاح وكيف يؤدي عمله في المؤسسة التي ينتمي اليها ؟ هل يستمر كل ساعاته في العمل ويحرص على انجاز مهامه على اكمل وجه ؟هل تتمكن الحكومة من تطبيق كل ما جاءت به من معالجات .
بينما يرى محرر موقع كتابات ان ضغوطات سياسية على رئيس الوزراء قد توقف عجلة الاصلاحات ويأتي بكلام على لسان رسول ابو حسنة عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الذي اكد على ان “تلك الاجراءات” التي كانت منتظرة ، قد استفزت الطرف الاخر ووضع كل المعوقات لإيقافها . ويرى هاشم علوان انه
لابد من ايجاد اصلاحات جذرية فالحلول التي وضعتها الحكومة لتنويع مصادر الدخل ومغادرة الاقتصاد الريعي يجب ان تكون اصلاحات جذرية وفق استراتيجية وطنية يضعها اصحاب الخبرة والاختصاص .. اننا امام فرصة لتطبيق هذه الدعوات على ارض الواقع .
لكن الخطاب السياسي كما يرى احمد الزبيدي يضعنا بين الاصلاحات والاغراءات حين يركز على الاصلاح المالي انما هو اغراء وابعاد عن اصلاح النسق الحكومي ، ويتساءل احمد الزبيدي هل كانت اصوات المتظاهرين تدعو الى ادخار حفنة من الاموال الباذخة ؟ وهل ان ما قدمته الحكومة من اصلاحات مالية هو تأويل ام فهم خاطئ للمطالب ؟
اذن هناك اشكالية واختلاف في الرؤى وتشكيك بالإجراءات في حين ان الشعور بالمسؤولية في اعلى حالاته ، كما ذكر محمد شريف ابو ميسم في مقال نشر في صحيفة الصباح ، يتجسد ذلك حين تسمع هتافات الشباب المتظاهرين بانهم خرجوا للإصلاح ، وليس للفوضى التي تدعو لها بعض الفضائيات . واحيانا تصحيح لاراء متطرفة كما جاء في مقال لخالد محسن الروضان الذي نشرته صحيفة الزمان اذ يقول: من هذا نستنتج ان ادعاء رئيس الوزراء بالإصلاح كان يشكل بداية (السطو السياسي) على التغيير وانتفاضة المتظاهرين وانزال درجة الثورة الى اقل بكثير من كونها اصلاحات .. فالثورة تعني تغيير شامل بكل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والقانونية .
اذن هي تظاهرة اخرى يمكن ان نسميها تظاهرة اقلام او تظاهرة الصحافة التي نقلت كل احتجاجات المتظاهرين ومطالبهم ووقفت الى جانب الاصلاحات الحقيقية التي يدعو لها المواطن.