18 ديسمبر، 2024 11:28 م

اصلاحيون بحاجة الى مصلحين

اصلاحيون بحاجة الى مصلحين

“واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون، الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون” اية (12،11) سورة البقرة.
الاصلاح، والتغيير، شعاران يرفعان في بعض الاحيان من بعض الاطراف لغاية في نفس يعقوب، قد يكون سلاح ذو حدين للجماهير، تبعا لنيات القائمين على تلك الشعارات، فمن ابتغى مرضاة الرحمن كان بها، ومن ابتغى عكس ذلك الايام كفيله بفضحه.
بنو العباس، احدى تلك الجهات التي بغت الاصلاح، ورفعت شعارات يالثارات فاطمة(عليها السلام) حتى ان بسطت الوسادة لهم سرعان ما كشروا عن انيابهم، واهدافهم الشرير، ليكونوا اشد بلاء على بنو عمهم ابناء فاطمة، حتى وصل بهم المقام الى بناء اعمدة قصورهم بجثث، او اجسام العلويين واتباعهم احياء.
اليوم؛ في زمننا هذا الذي اختلط فيه الحابل بالنابل كثرة الاصوات، لتخليص العراق من بعض المظاهر، والشخصيات التي جرت العراق الى مستنقع من الصعب، او العسر ان يتخلص منه الا بتكاتف ابنائه المخلصين، لبناء دولة عصرية عادلة يكون فيها لواء المؤسساتية، والتكنوقراط، وابعاد المحاصصة والحزبية هو الغالب.
بالأمس؛ سمعنا بعض صيحات الاصلاح والتغيير، بالمقابل كان بيت تلك الجهة الداعية للإصلاح هو اوهن من خيط العنكبوت، يحتاج الى الاصلاح الداخلي قبل كل شيء، ومد جسور الثقة مع ابناء الشعب العراقي ليتم تصديقه، ومساعدته في مساعيه للإصلاح، لا ان يتخذ القرارات العشوائية، والانفرادية مخالفا بذلك وضاربا كلام السيد المولى الصدر (قدس) حين قال “لا تقولوا قولا ولا تفعلوا فعلا الا بعد الرجوع الى الحوزة الشريفة”، كذلك قال “من لا كبير له لا كان كبيره الشيطان”، لانعرف حقيقة اي حوزة، واي كبير تم اخذ رايه، او نصيحتهم بذلك.
اصلاحيون بحاجة الى مصلحين، والا بماذا نفسر ان اغلب المناصب الادارية، والادارات العامة في مؤسسات الدولة، سيما المناطق التي تعتبرها تلك الجهة هي مناطق نفوذها، ليس للدولة سلطة عليها، ولا يمكن تعيين اي شخص خارج اطار تلك الجهة.
دائرة صحة الكرخ واحدة من اهم تلك المصاديق على كلامنا، فمنذ اكثر من ثمانية اشهر لصدور امر ديواني، او وزاري بإحالة مديرها العام المدعو جاسب لطيف الحجامي الذي يتبع جهة الاصلاح(التيار الصدر التابع للسيد مقتدى الصدر) حيث لم ينفذ هذا الامر بالرغم من صدوره من اعلى جهة تنفيذيه بالعراق، وهي رئاسة الوزراء، ووزيرة الصحة لائذا مديرها العام بكتلته او حزبه الذي يعتبر العراق مقاطعة صغيره، لا يمكن لاحد
الدخول اليه الا بإذنهم، ليتجاهل ذاك الامر، والارتباط بشكل شخصي بالمحافظة، بدون أي اجراء اداري، او حكومي، او حتى سياسي، ان سلمنا ان اغلب امور العراق يتم اتخاذها بالاتفاق السياسي!.
للأسف؛ احد عشر طفلا لم يروا النور، ولم يتهنوا بشم رائحة العراق الطيبة التي تمتد الى عبق عطر الائمة الاطهار التي تزين جو العراق، الا لحظات معدودة لتشملهم يد الارهاب لكن بمساعدة من يدعي الاصلاح.