22 ديسمبر، 2024 7:06 م

اصلاحات العبادي ……….الاكذوبة الكبرى

اصلاحات العبادي ……….الاكذوبة الكبرى

لست حزينا ،انما يؤلمني شعور قديم جدا بالاثم ،كوني احد ابناء هذا الشعب المظلوم فعلا ،والذي ظلم ايما ظلم من قبل ساسته اولا، ومن قبل نفسه ثانيا، فكانت القسوة بمعناها الحقيقي اشد وقعا وصاعقة على من وقعت فوق رؤسهم المتعبة من اربعين عاما، اكلت الاخضر واليابس معا،فكانت التجربة المرة وليدة هذا الظلم ،ويبدو ان قدرنا هو العيش بمرارة التاريخ الذي ولدنا وولد اباءنا عليه وربما سيلازم اجيالنا القادمة ،التي ستقف يوما ما وتحاكم من سرقها واكل اموالها .
الجعفري المالكي والعبادي وحزب الدعوة رباعية فشل تلازمنا منذ التغيير والى اليوم ويبدو انهم اصبحواحديثنا اليومي بدل ان نتناول اي احديث اخر .عن اي صلاجات يتكلم العبادي وهو يعرف السراق والفاسدين واحدا واحد يعرفهم كما يعرف تسلسل قبضة الهدى وعبد الصاحب دخيل في الشهادة والمسوولية ،ان كان من الدعاة حقا .العبادي يعرف اموال العراقيين اي ذهبت وفي اي جيوب خزنت ،واين بعثرت جيدا فهو ابن الحزب البار ومن منظريه التقاة .
يبدو ان العبادي وفريقه الحزبي يحاول الالتفاف حول الاصلاح ومفردته الخاصة،التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الاشرف ،عن طريق صرف الراي العام عن الفشل الذي وقع فيه،والتسويف اليومي في تبادل الادوار، والاتهامات بين الفاسدين ،وعدم مقدرته الكشف عن حيتان الفساد ،والخونة اللذين باعوا ثلث العراق، وتسببوا في ضياع اكثر من 400 مليار دولار في مشاريع وهمية ،ذهبت الى حساباتهم السرية في دولهم الام ،في محاولة واضحة لذوي العقل ،في خلط الاوراق ،وايهام الشعب العراقي ،وصرف نظره ،عن ما حدث من فشل كبير طيلة ثلاث عشر عاما .انها الهزيمة واي هزيمة؟؟ .
الاصلاح الحقيقي يكمن في تشخيص الفاسد من غير الفاسد ،والفرز بينهما بنزاهة وشفافية ،وعزل الفاسدين في خانة بعيدة عن الناجحين،وتقديم جميع السراق والفاشلين والخونة والمتامرين الى القضاء وبسرعة كبيرة ،ومن يقول بعدم وجود ناس اكفاء شرفاء ،يحاول هدم العراق وهدم تجربته الفتنية ،فليس من نضوج العقل والحكمة والضمير ،توزيع التهم على الجميع بلا مبرر ولا برهان واضح المعالم ،ففي جميع التجارب الفتية في العالم ،يكرم الناجح ونجعله في المقدمة ،ويحاكم الفاشل ،ويذهب به الى القضاء ليحاكم سريعا .
فالاصلاح الحقيقي هووقوف الجميع امام القانون ،دون التمييز بين اي شخص في تحمله للمسوولية ،فالتغيير في الشخوص ،وصرخات الاعلام المدوية ،وجلسات الكواليس السرية ،دون الاليات والروتين يعني الذهاب الى المجهول مجددا ،وهذا متوقع جدا في فريق العبادي الحالي ،الذي لايختلف عن سابقه ،وربما يتطابقا تماما ،فهما ابنا مدرسة واحدة .
دعونا نفكر بروية ،ونتحمل مسولياتنا جميعا امام الله وامام الشعب والمرجعية ،ونختار الطريق الاصلح لخدمة هذا الشعب ،بعيدا عن التفرد بالمشاريع الفردية، والانتهازية، والالتفافية ،والمشاريع الحزبية الضيقة ،التي اسست لهذا الجمود السياسي الكبير في المشروع الفتي ،الذي لو لا وجود المرجعية العليا ،وتوجيهاتها القيمة وادارتها للعملية الديمقراطية بعد التغيير ،لكان في خانة الانهيار السياسي المبكر منذ سنوات .‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية