اصلاحات الحسين (ع)… نقش لا يمحى

اصلاحات الحسين (ع)… نقش لا يمحى

الاصلاح في اللغة هو التقويم, أو التحسين, أو التغيير, أما الاصلاح الاجتماعي فيقصد به: اعادة تنظيم المؤسسات الاجتماعية؛ للوصول الى مستوى أفضل من العدالة الاجتماعية, وكذلك هو القضاء على الفساد؛ في المؤسسات الحكومية, أما الاصلاح الحسيني فيعني: ابدال الرؤوس العفنة التي تحاول النيل من مقدرات الامة, وتحويل الاسلام الى عصابات قتل وتهريب, وعلى هذا الاساس نهض سيد الشهداء بثورته, لتمحي كل هذه الرؤوس بعد برهة من الزمن.
عندما رأى الامام الحسين (ع), ان الدين قد تعرض الى تهديد واضح من حواضن التكفير, فأصبح لزاما أن يضحي في سبيل الاسلام؛ الذي دفع ضريبته بدماء أهل الكساء (ع), فرأى ان الحق بحاجة لدماء جديدة, ليستقيم ذلك الدين الذي أنقذ البشرية؛ من اعوجاج ما قبل الاسلام.
هنا بدأت الاصلاحات الحسينية, لتحقق مرادها وأهدافها دون مهاترات وتصريحات, لتتألق في سماء الخلود, باحثة عن مستلهم ينتفع من مضمونها, فما بالنا بمصلح ضحى بعياله وأسرته, ذودا عن حمى الدين عندما استصرخه, وما بالنا بقائد؛ استنفذ كل رجالاته ليبقى وحيدا؛ مضرجا بدماء الانتصار, ليحقق بعد ذلك مفاهيم ثورته الاصلاحية, التي خرج اليها لا أشرا ولا بطرا.
الاصلاح الحسيني بدأ موشحا بدماء العترة المباركة, لينفض دماءه بوجه من أفسد, فيلقي به في مزابل التاريخ, لتصبح ثورة الحسين (ع)؛ نبراسا لكل مصلح يريد أن ينتقي من فقرات اصلاحاتها؛ فيبني طريقا معبدا لبلاده, فأصبحت الثورة الحسينية درسا للشعوب, فيقول غاندي: (لقد طالعت حياة الحسين, شهيد الاسلام الكبير, ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي: ان الهند اذا ارادت احراز النصر, فلابد لها من اقتفاء سيرة الحسين).
ونحن نعيش ذكرى الطف؛ وموجة الاصلاحات, التي يطالب بها كثيرون, لابد لنا من مصلح يستلهم معنى الاصلاح الحسيني, ليجدد تلك الثورة التي نقشت على سجلات التاريخ, أين نجد مصلحا يضحى بما يملكه؟ ليحقق لإصلاحاته الخلود, بعيدا عن التوترات, ويلقي في رؤوس الفساد المتعشعشة في دولتنا, في مستنقع الرذيلة, ولأننا للحسين أقرب.