العامين الأخيرين، من هذه الدورة الانتخابية في العراق، شاع مصطلح، يعرف باسم ( الاصلاح) دون تحديد ماهية ونوعية هذا الاصلاح، هل هو اصلاح جذري؟ ام اصلاح جزئي؟ الكل يطالب بالاصلاح، السياسي، والعادي، والكبير، والصغير، في الشارع، في المدرسة، في المؤسسات، في وسائل الاعلام، حتى في (قنوات الاطفال) حتى( توم يطالب جري بالاصلاحات)، حتى اشبعت مسامعنا من هذا المصطلح، واستمرت اكثر من سنتين تقريباً.
الا انها لم تطبق على ارض الواقع، ولم تكن وفق الفلسفة البرغوماتية، التي ترى ان العمل هو المعيار الوحيد للحقيقة، بل كانت مجرد شعارات ترفع هنا وهناك، الغرض منها اعتلاء منصات الرأي العام، والدخول في حسابات معقدة، وكسب اصوات، وتوسيع القاعدة الجماهيرية، هكذا يحسبها رجال السياسة والاحزاب.
نعتقد ان الاصلاح الحقيقي؛ يكون على نوعين الاصلاح الجذري الشامل والاصلاح الجزئي، للنظام السياسي في العراق .
١- الاصلاح الجذري: هو الاصلاح الشامل، الذي يبدأ من اعلى قاعدة قانونية في البلاد، مثل الدستور، والقوانين العادية، الذي اوجدها الدستور، الى المؤسسات الدستورية، وهذا بطبيعة الحال يغير النظام والعملية السياسية برمتها، هذا النوع من الاصلاح، لا يحدث الا نتيجة انقلاب او ثورة شعبية او غيرها، للاطاحة بالنظام.
وفي الحقيقة لا نريد ان نطيل كثيراً في الكتابة على هذا النوع من الاصلاح، لمحدودية المقال، لكن يمكن ان اختصره، بأن هذا النوع من الاصلاح، لا ينسجم مع الواقع والاحداث التي نعيشها في العراق، في الوقت الحاضر، لسبب بسيط جداً، هو لا زلنا نعيش الاصلاح الجذري الذي حدث عام 2003.
١- الاصلاح الجزئي: هو المعالجة الجزئية للمشكلة التي تواجه بناء الدولة، وهذا يحتاج الى خبرة مقترنة بفكر ورؤية واسعة، بعيد عن النوازع الشخصية، والمصالح الحزبية، بالنسبة للاشخاص الذين يشغلون المناصب التي تمتلك صلاحية هذا الاصلاح.
الاصلاح الجزئي، يمكن ان نوصفه بالسلم، يبدأ بالخطوة الاولى، ومتى ما كانت هذه الخطوة ناجحة، يمكن ان تكون عملية الاصلاح تسير بشكل انسيابي مقرونة بخطوات ناجحة، ونستطيع ان نسمي الخطوة الاولى بالثورة البنفسجية، ومتى ما افرزت هذه الثورة وجوه جديدة وكفوءة ونزيه وتمتلك روح وطنية عالية، هنا يمكن القول بنجاح هذه الخطوة، وهذا لا شك فيه متوقف على خيارات الناخب، فمن يريد الاصلاح الحقيقي عليه ان يصلح خياراته في الانتخابات، وعلى الناخب ان يضع نصب عينيه، مستقبل بلده، فبيع الاصوات ما هي الا خيانة لبلده وشعبه، ف(البطانية والرصيد وغيرها)، هي وسيلة للتمكين من سرقة ثروات البلاد، والتحكم في مقدراته.