7 أبريل، 2024 4:10 م
Search
Close this search box.

اصفاد الشرق

Facebook
Twitter
LinkedIn

في حالة ليست غريبة يُعيد فيها العراق الاصفاد ليديه مُجدداً حين اعطت الاحزاب (المتأسلمة) الحاكمة الضوء الاخضر لاتباعها بالهجوم على السفارة البحرينية في بغداد بصورة همجية تنقل صورة سلبية عن العراق ومجتمعه

سبب الهجوم كما اعلن المقتحمين للسفارة هو انعقاد مايسمى ورشة البحرين في المنامة التي تركز على الجانب الاقتصادي لخطة سلام امريكية بين الفلسطينين والصهاينة والهادفة لجميع 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين وتوفير مايقارب المليون فرصة عمل ومضاعفة ناتجهم المحلي خلال عشرة أعوام

ماجرى في الورشة مرفوض من قبل كل عربي شريف فأرضنا ومقدساتنا ليست سلعة تُباع وتشترى ولانقبل المساومة عليها،لكن المُستهجن وغير المقبول هو الهجوم على سفارة بلد عربي واقتحامها وتخريبها بل وانزال علمها متناسين ان العراق مُلزم بحماية السفارة والتمثيل الدبلوماسي وفق اتفاقية فيينا

بالرغم من ان البحرين من أوائل الدول التي اعادت التمثيل الدبلوماسي مع بغداد بعد 2003 لكنها ليست المرة الاولى التي تتوتر فيها العلاقات بين البلدين فهناك مواقف سلبية سابقة تجاه البحرين خصوصا في ظل حكومات الاحتلال الامريكي،فمن المظاهرات المؤيدة لاحداث دوار اللؤلؤ الى ايواء معارضين بحرينيين وتدريب بعضهم على اعمال عنف وصناعة المتفجرات كما اعلنت السلطات البحرينية الى تصريحات مقتدى الصدر ضد حكومة البحرين التي اعتبرتها الاخيرة تدخل في شؤونها كما صرح بذلك وزير خارجيتها جميع هذه الاحداث ادخلت البلدين في استمرارية من الشد والجذب

طالب العراق كثيرا الدول العربية باعادة علاقاتها معه وحين تحقق الامر تركت الاحزاب الحاكمة سفارات الدول عُرضة للهجمات وكل لبيب يعلم ان مايجري بين العراق والبحرين هو نتيجة لاستخدام بغداد لنفس المنظور الايراني في التعامل مع المنامة ودول الخليج وهذا ماسيُعيد العراق لعزلته

الغريب في الامر اننا لم نُشاهد أحد الدول السابحة في الفلك الايراني تتصرف بنفس الطريقة العراقية فلم يقتحم احد في لبنان وسوريا وايران مقر السفارة البحرينية،فلماذا يرتضى العراق التضحية بنفسه والاستمرار بتقمص دور كبش الفداء؟

هل ما تم من فعل همجي سيُلغي الورشة ام سيُحرر القدس،وهل يعلم اعضاء الميليشيات المهاجمين ماهي ورشة المنامة؟ وماهي صفقة القرن؟ هي يفهم هؤلاء ان هناك شئ يُدعى حصانة دبلوماسية تتمتع بها السفارة؟ألم يكن الاجدر بالاحزاب الحاكمة ان تُرسل اتباعها ليتظاهرون بصورة حضارية امام مقر السفارة البحرينية،أليس ألأولى بالمقتحمين استخدام تلك القوة للانتقام ممن سرقوهم منذ 16 عام،هل العراق بحاجة ان يعود لعزلة عربية على يد احزاب ذات ايدلوجيات مذهبية لاغير،ولطالما عابت على النظام السابق انقطاعه عن محيطه العربي.

التباكي على فلسطين كذبة بالية يُرددها ذيول ايران في العراق والا من قتل الفلسطينيين ومثل بجثثهم وسرقهم في بغداد عامي 2006 و 2007 وترك على اثرها الالاف منهم العراق غير الميليشيات ذاتها التي اقتحمت السفارة.

بماذا سيبرر رئيس الحكومة الذي طالما طالب هو ومن سلفه بتنشيط العلاقات مع الدول العربية هذة الافعال الهمجية وكيف سيتخلص من خجل الموقف،من البديهي انه لايقوى على محاسبة المعتدين كونهم اعلى منهُ سلطة واكثر منه قوة والدليل على ذلك هو اعلان احالة المعتدين الى الجهات التحقيقية والقضائية والجميع يعلم ان كل موضوع يراد حله وابعاده عن النظر يُحول الى ماذُكر اعلاه،بالاضافة لكون الهمجيين المعتدين على السفارة جميعهم ينتمون لميليشيات مُسلحة لايقوى رئيس الحكومة ولا قواته على مواجهتهم فلا سبيل لهُ الا الاذعان لهم
ماتم في السفارة البحرينية لن ينتهي عندها ولن يتوقف عند هذا الحد وستتكرر مثل هذة الحالات وسيبقى العراق يدفع ثمن فوضى الميليشيات وانعدام الولاء الوطني ومادام الولاء للشرق ولرياحه الصفراء سيظل بعيداً عن عمقه وعرقه العربي،يجب ان يعي العراقي ان مايجري هي محاولات لابقاء العراق جندي يقاتل بالنيابة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب