23 ديسمبر، 2024 2:22 م

اصدقاء الامس اعداء اليوم ( تجارة حرب )

اصدقاء الامس اعداء اليوم ( تجارة حرب )

لا يكتفي الجبناء الذين يتاجرون بالدم والحروب من جعل هذا البلد يستقر او يهدئ لعام واحد . او يتوقف نزيف الدم ولو لفترة معينة . تراهم كأنما اخذوا عهدا مع الشر ان يجعلوا العراق بلدا لا يستقرا ابدا . لهذا ومنذ قرن مضى تتوالى الحروب واحدة تلو الاخرى والثكالى واليتامى رسموا لوحة بدموعهم ولا من مستمع او مغيث يغيثهم او يشفق عليهم بان يعشوا الطفولة كما يعيشها الاطفال حول العالم .
فبعد ان امتلأت القبور بزهرة الشباب من هذا الوطن الغالي في سبيل تخليصه من اعتى هجمة شرسة همجية منظمة عالميا وامميا عليه . يتدافع اليوم من يدعون الوطنية بزجهم في معركة اخرى لتحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية . فمسالة ان يحقق الكرد مصيرهم باستفتاء او انفصال مباشر عن البلد هي حريتهم بذاتهم وهناك بلد اسمه العراق له راية وسيادة وسياسيون يتبوؤون المناصب الادارية للدولة سياسيا واقتصاديا وامنيا وحريا بهم ان يتناقشوا حول ذلك . وليس كل من هب ودب باسم الطائفية الدينية والعرقية والقومية يشعل نار الفتن والتطرف وكأنما الاكراد هم اعداء العراق وان الشعب الكردي هو شعب مغضوب عليه من السماء فلابد من قتالهم لدخول الجنة .
ان الاعراف والمواثيق الدولية وسياسة البلد هي التي تقوم بإصدار القرارات التي تمس البلد وان اراد الاكراد الانفصال فهذه حريتهم كما لنا حرية اتخاذ القرارات واشك اننا كشعب عربي لدنيا قرارات نتخذها كما الشعب الكردي يود اتخاذها لأننا بالأصل كونا دولة على اساس طائفي ممنهج . ان مصير الشعب الكردي بيده وان انفصاله او بقائه لابد ان يحترم واي تعدي من اي جهة لابد للحكومة المركزية القرار في ذلك وليست الاهواء والعواطف التي يشحنها البعض في سبيل تأجيج فتن الحرب لتحقيق مصالحهم الحزبية والطائفية القومية العرقية الدينية .

ان تجار الحروب وسفكت الدماء في العراق قد تزايدوا بكثرة واصبحت لديهم فضائيات ومليشيات واحزاب تدعم مخططاتهم التدميرية التي سوف تجعل من الامة العربية وليس العراق ارضا مستعرة بالنيران الى ابد الابدين . الا اذا افاق الشعب العربي والعراقي بوجه الخصوص من هذه الافكار الهدامة التي تستخدم عاطفته الدينية والقومية لتحقيق مصالحهم الخاصة . ان الحرب بين العرب والكرد اذا اشتعل لهيبها لن يطفئ ابدا ولن يستقر العراق والعالم العربي وسوف تسفك دماء بريئة ويصبح العراق مستنقع للحروب ملئ بالدماء الى ان يشاء الله .
فعلى كل سياسي يحمل من الوطنية ولو الشيء البسيط ان يوقف في وجه من يريد زج الشعب العراقي مرة اخرى في حروب تهلكه وتنال من شبابه وتجعله ارضا للقبور وللثغور الصادحة بالبكاء والعويل دوما. وليعلم الجميع ومن تسول له نفسه ان يسفك دم بريء لتحقيق غايته المنشودة ان يرى ما حصل لمن قبله من اعتى الطغاة واشرسهم سلطة واين هم الان . فالتاريخ الذي يريدون كتابته بالدم سيكتب تاريخهم اسوء مصير .