يقولون مايشاؤون مفترضين رجاحة عقولهم التي تمنحهم حق التنظير والنقد والانتقاد والسب واللعن واي ممارسة فكرية واخلاقية اخرى .
يقولون مايشاؤون ضد السلطة والمجتمع بدون تمييز ، متخذين من الحرية ومن ابنتها (الديمقراطية)سندا قويا يتكئون عليه .
اما اذا تحدث غيرهم وابدى رأيه في موضوع ما يخص حالة عامة يشكلون هم جزءا بسيطا منها ، انتفضت كرامتهم مستفزة جريحة ، وسارعوا الى اتخاذ موقف حازم تجاه صاحب ذلك الرأي .
هؤلاء هم تجسيد حقيقي للاستبداد المختفي تحت ثياب ملونة بالوان التحضر والتحرر والثقافة والانسانية والديمقراطية ووووووو.
وهؤلاء هم ضحية الغرور الاجوف الذي يكشف عن ذوات مهزوزة ضعيفة تصطنع القوة كذبا لكي لاتكلح صورتها في نظر الاخرين .
عليهم ان ينظروا الى سعة صدور الاخرين ومقدار تقبلهم لكل مايقال من اراء . فهؤلاء (الاخرون) يشكلون مراة حقيقية تكشف لاصحاب العقول الصبيانية المساحة الحقيقية لنفوسهم الصغيرة .
وعليهم بعد النظر ان يسالوا ذواتهم من هو الذي اعطاهم الحق في ان تكون الحرية لهم وحدهم يستغلونها بالكامل ويستقوون بها قانونيا وعرفيا واخلاقيا ، وان على الاخرين سماعهم فقط ولايحق لهم طرح قول تكفله الحرية نفسها لهم .
ظاهرة ( حلال عليَ الكلام وحرام عليك) شائعة جدا في وسط (المتثاقفين) العراقيين وليس المثقفين الكبار ، كشفتها وتكشفها باستمرار ردود افعالهم السريعة تجاه من يطرح رأيا يشعرون بأنه يمسهم عن بعد وان كان هذا الرأي غير جارح وانما يتحلى بالصراحة فقط .
انها ظاهرة ولدت من جوف عقول صغيرة ليس لها القدرة على الاتساع والوصول بوعيها الى مساحات اكبر تتيح له الفهم الصحيح لمعنى الحرية .