17 نوفمبر، 2024 5:39 م
Search
Close this search box.

اصبح عندي الان بندقية ‎

في عام ٦٧ عندما احتلت إسرائيل ماتبقى من الأراضي الفلسطينية حدثت اشتباكات عنيفة أدت إلى نشوب معركة شرسة بين الطرفين سميت بمعركة الكرامة ولتشجيع الثورة الفلسطينية وتحية المقاومين كتب الشاعر نزار قباني قصيدة حماسية بعنوان ” أصبح عندي الآن بندقية ” التي اشتهرت على نطاق واسع واصبحت بعدها اغنية وطنية لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب و غنتها السيدة ام كلثوم

‎ تقول كلماتها

‎أصبح عندي الآن بندقية
‎ إلى فلسطين خذوني معكم
‎عشرين عاما وانا ابحث عن ارض وعن هوية
‎ابحث عن بيتي الذي هناك
‎وعن وطني المحاط بالاسلاك
‎الى فلسطين خذوني معكم أيها الرجال
‎اريد ان اعيش أو اموت كالرجال
‎من يوم أن حملت بندقيتي
‎صارت فلسطين على بعد أمتار
‎ياايها الثوار
‎حيث كنتم أيها الأحرار
‎تقدموا … تقدموا
‎إلى فلسطين طريق واحد
‎يمر من فوهة بندقية

‎ و منذ ذلك الوقت وبعد مرور مايقارب السبعون عاما على ملف القضية الفلسطينية واعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل ..اجد ان العرب مجرد صيحات وهوسات وشعارات غاضبة لااكثر فبدل أن يصحى و يستفيق العرب جميعا يد بيد من مشرق الوطن العربي الى مغربه متكاتفين مع بعضهم رافضين السياسة الامريكية نجدهم مازالوا بصراعاتهم المذهبية والعرقية منشغلون أحدهم يقتل الاخر ويكفر الاخر هذا شيعي و هذا سني ذاك ايزيدي كافر لنقنله ونسبي بناته وزوجته، هذا اسمر ،هذا اشقر ، هذا يعبد الله وذاك مسجد وهذه حسينية وهذه كنيسة و هذا مزار رغم أن كلها بيوت الله ، منشغلون بصراعات مذهبية دينية عرقية لانهاية لها بل تزداد تعقيدا يوما بعد اخر .. ماازعجني اكثر هو انشغالهم بصغائر الامو ففي اللحظة التاريخية التي أعترف ترامب بها بان القدس عاصمة لاسرائيل انشغل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعية في شكل ترامب حين كان يلقي خطابه ، كيف كان مرتبكا وكيف مد لسانه وارجعه مقلوبا تحديدا في الدقيقة الثامنة من خطابه الاخير وكيف كان يتأفف من انفه ويتعلثم ويبتلع بعض الحروف ..
‎ رحم الله نزار قباني عندما كتب قصيدته كان
‎ يتوقع خيرا من أمته وان العرب أمة واحدة لها مقومات الوطن الكبير الواحد الشامل وان لفلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية .

أحدث المقالات