23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

اصالة الاغنية العراقية

اصالة الاغنية العراقية

الاغنية العراقية لها باع طويل في حياة الانسان العراقي .و هي تعكس اصالة الابداع العراقي وما يحمل من صفات قد يعجز المرء عن ذكرها لما لها من خصال تحرك الاحساس والعواطف .فلنبدأ من اهل الطرب الاصيل و نخص بالذكر عباقرة الطرب منهم القدامى امثال المرحوم (داخل حسن و ناصر حكيم) .و يعد الراحل (ناظم الغزالي ) رحمه الله احد رواد المقام العراقي . لا سيما بعد لقائه بالفنان الراحل (محمد القبانجي ) رحمه الله .اضافة الى صوته البديع الذي الهم الكثير من المستمعين .سواء كانت على المستوى المحلي او العربي و ربما حتى المستوى العالمي. ومن الجدير بالذكر اغلب اغانيه من الشعر الفصيح .حيث غنى للكثير من الشعراء العرب امثل الشاعر الراحل (احمد شوقي) و غيره من الشعراء .و لكن رحل في عام 1963 ولكنه اعماله خالدة .وصوته الشجي دخل كل بيت عراقي . وهنا نعرج رواد الاغنية السبعينية التي لا زال صداها مستمر الى هذه اللحظة .فتجد الصوت الجميل .والكلمات الرائعة من القصائد الجميلة .ونجد هنا اغلب القصائد ترد بالشعر الفصيح .والتي تثير اعجاب الناس .و هنا نعرج على نقطة مهمة جداُ الا وهي روح الشفافية و المنافسة الجميلة بين المطربين .و بالمقابل وصول صدى الاغنية الى كل المحبين فمن منا يكاد ينسى اصوات دخلت كل بيت عراقي .فمن منا لا يلهم مسامعه على بلبل الجنوب الفنان (حسين نعمة) .فمن منا لا يذكر اغنية (يا حريمة) و غيرها من الاغاني الجميلة .فنجد الاحساس العالي و الصوت الهادئ لموسيقى الاغنية و الشجن الهادئ .و تجد نفس الحال في المطربين الاخرين من رواد الاغنية العراقية كالفنانين (حميد منصور ,فاضل عواد, رضا الخياط ,سعدون جابر. ياس خضر) و اخرين كالراحل (فؤاد سالم ,صلاح عبد الغفور,طالب القره غولي) .فتجد لهم محطات ابداع و التي لا تزال مستمرة الى حد الان .فها هي اغنية (سلامات و يم داركم ) تحمل كل معاني الرقة و الاحساس الدافئ .و كذلك مع الدكتور (فاضل عواد) والذي كانت اغانيه تكاد تكون كالجوهرة المضيئة في سماء العراق مثل اغنية (عليك اسأل ,لا خبر ). وكذلك الفنانان (سعدون جابر و رضا الخياط) يمثلان سفراء الاغنية العراقية .فنجد اغاني الفنان سعدون جابر تحمل عدة محاور انسانية واجتماعية .فتكاد اغنية (امي يا ام الوفا) تمثل البريق اللامع للفنان (سعدون جابر) فهي تجمع وفاء الام العراقية .وتكاد تكون نهر ثابت في الحياة .و نجد الفنان (رضا الخياط ) في اغاني كثيرة منها (طير الحمام) فهي تمثل سلسلة من ابداعاته اضافة الى الاغاني الأخرى هنا نجد هناك اغاني كثيرة تكون ذات معنى و سهلة الوصول الى المستمع من حيث الكلمات و الالحان العذبة .و لكي لا ننسى الفنان الراحل (رياض احمد) الذي امضى ابداعاته الفنية في صياغة اعذب الالحان و الكلمات الجميلة التي لا زالت بصمة ابداع له حتى بعد وفاته .فها هي اغنية (من تزعل) تمثل ابرز محطات اغاني الفنان الراحل (رياض احمد ) . و نجد ان هذه الابداعات متكررة مع الفنانين الاخرين الراحلين مثل الفنان الراحل(فؤاد سالم) و الذي كان هو الاخر صاحب محطات ابداع في الصوت الجميل و اعذب الالحان في اداء الاغنية .فنرى الصوت الجميل والحنجرة الذهبية بحيث يبقى صدى الاغنية لامع في كل وقت و حين .اما عشق الفنان (حميد منصور) فقد تعجز الكلمات عن وصف ادائه الجميل من حيث الكلمات والالحان اللطيفة و التي تذهل المقابل .فأغنية (سلامات ) هي بصمة ابداع له على مدى العصور .فيكاد يخرج الموال بأجمل الاحاسيس اضافة الى جوهرة الاغنية .و من الجدير بالذكر هناك شعور عال من الانسجام مع كلمات الاغنية و هي تحمل لك قصة من الذكريات قد تكون حزينة او تذكرك بموقف في حياتك .وهنا لابد من التأكيد على نقطة مهمة جداً الا وهي نجاح الفنان (حميد منصور ) في اداء الموال الفصيح. و لو لاحظنا الى وجود جيل اخر من المطربين اتخذوا من الاغنية مبدأ الشهرة لغرض مادي دون اتخاذ اسس جودة الكلمات مع اللحن اضافة الى اللون السريع للأغنية العراقية . و لكن تجد ملاحظة مهمة جدا الا و هي ان اصالة الاغنية تكاد لا تتنسى رغم مرور الظروف ,اضافة الى الفترة الزمنية .حيث نستمع لهذه الاغاني لفترة اكثر من نصف قرن على اصدار تلك الاغاني .و ختاماً نؤكد على ان اصالة الاغنية العراقية يجب ان تكون على مسامع الاغلبية .و الحفاظ على هذا المبدأ مهما تغير الزمن والظروف .ويجب ان تذكر لكل الاجيال كي لا تنسى .فنحن اليوم بحاحة لمثل هذه الاغاني للترفيه عن النفس و زرع الفرحة في كل بيت عراقي .