4 نوفمبر، 2024 9:25 م
Search
Close this search box.

اصابع الطائفية…..!

“كنا والله نلبس حذاء واحد وقميص واحد والمسافر منا يقترض قميص او دشداشة اوعباءة جاره …حتى جاء التغيير و قلب حياتنا العذراء البسيطة، راسا على عقب وجلب لنا حيتان الديمقراطية التي لا تشبع….. !؟”
فقال ابو صبيح معقبا على كلامي:
-“ولدنا وعشنا ولا نزال بسطاء جدا والصدق فينا طبع وتطبع ولا نعرف من منا سني  ومن منا شيعي ولا نعرف النفاق والكذب والنفخة الكذابة و التملق و النفاق السياسي والغش والتدليس الذي نراه اليوم والكم الهائل من المصطلحات الغريبة التي نسمعها من مرشحينا والتي تعلموها بعد انتخابهم  …..!!”
شاركتنا الست مها الحديث وهي مدرسة ناجحة ، واحدة من ضحايا الطائفية المقيتة والصراعات المذهبية ،ارملة وتعيل طفلين قتل والدهما الموظف في دائرة حكومية واوفد الى بغداد للاشتراك بدورة تطويرية و في الطريق الى معهد التدريب والتطوير التربوي رن هاتفه النقال بنغمة حسينية لم تعجب السائق الطائفي الذي(علسه أي باع رأسه للارهابيين) وبعد يومين عثر على جثته وراسه مفصول عنها………!؟ و ترك وراءه  طفلين وتلك الام المسكينة….!؟….. اضافت قائلة:
 “اما البدلات اللماعة والاربطة الاجنبية والسيارات المظللة التي استخدموها عمدا لاستفزاز الفقراء وحتى لا يشاهدوا معاناة من انتخبوهم ويتعكر مزاجهم…!؟” 
ضحك من سمعها من موظفي القسم وعقبت انا على كلامها وغصة من الالم تخنق صدري لما اصابها من كوارث وجعلها حزينة بشكل  دائم ،فقد مضى على استشهاد زوجها حوالي خمسة سنوات وهي لا تزال تخبئ ما ابدع الخالق من جمال وعفة تحت غيوم الملابس السوداء وتتلمس المأساة و كأنها حدثت هذا اليوم، قلت:
“قلبوا لنا حياتنا رأسا على عقب وجلبوا لنا وللوطن البلاء وسيل المشاكل وأخذونا نحو منزلق الهاوية ….!!؟”
فتح حديثنا شهية الاستاذ ماجد رئيس القسم والصامت دوما وقال تحت دهشة الجميع:
“بدلا من البساطة والثقة زرعوا فينا الفرقة والعداوة والشك فاصبحنا نعامل حسب الهوية كردي او عربي او سني او شيعي وخلال حياتنا السابقة لا نعرف شيئا عن تلك التصنيفات الطائفية المقيتة….!”
ايد الجميع قوله بدهشة وفرحة عارمة لانطلاق لسانه المكتوم والمختوم بالشمع الاحمر حين قرر ان يبتعد عن الشر على حد قوله ولا يشترك بأي حديث مناهض للحكومة  كما انه لا يعرف  شيئا عن معنى الحرية والتحرر والديمقراطية والطائفية  ولا يرد ان يعرف …..!! علقت على كلامه قائلا:
” ليتمهد  لهم الطريق لنيل كرسي زائل او رصيد من حرام في مصرف اجنبي خارج العراق…..لانهم جاءوا  الى العراق وجلبوا معهم الاستعمار وملحقاته القذرة التي نعاني منها وسنظل نعاني من نتائجها السلبية الى الابد…..!”
شاركنا احد المراجعين في الحديث قائلا:
“باعوا بلدهم وسرقوا قوت اطفالهم لتقوية قبضات اسيادهم في الدول المجاورة ليكون لها اثر على وجوههم الغريبة علينا وعلى الوطن…..!
شارفت الساعة على الثالثة مساءا ونحن على هذا الحال من النقاش السياسي وحمدت الله كثيرا على هذه النعمة من فسحة الحرية الواسعة التي منحت لنا فالكل يتحدث دون خوف  حتى حان موعد انتهاء الدوام الرسمي . لملمت اوراقي ووضعتها في حقيبتي اليدوية استعدادا للمغادرة وانا افكر بالحديث الذي دار بين الزملاء حول الحكومة والطائفية وقلت في نفسي لوكان من انتخبناهم مخلصين في بناء وطنهم لاحترمهم الناس و لكان الحديث عنهم ايجابيا وليس بتلك السلبية وبذلك الاستخفاف الذي يقود الى الشك وعدم الاحترام ولكانت حالة الست ،مها، افضل ولما نالها الارهاب والصراع المذهبي الذي ادخله الوطن البعض من السياسيين الذين وزعوا جهودهم بين الارهاب والتخريب ، حتى اتسعت الهوة بينهم والشعب العراقي وبات يعتبرهم اعداء وليس ممثلين للدفاع عنه وعن حقوقه….!؟

أحدث المقالات