1 – التأمّلُ والتعمّقُ في التأمّلِ بالتقارير المتلفزة والمُكرّره حول ما يتحدثون به اللاجئون السوريون في ” العراق و لبنان ” واللاجئون العراقيون < داخل العراق > ! عن نقصٍ في الطعام , ونقصٍ في الألبسه ونقصٍ في وسائل التدفئه وفي الوقود وفي مياه الحمّامات الباردة , وفي مستلزماتٍ حياتيةٍ وضروريةٍ اخرى , كلّها تجعل المرء يخجل من انتمائه العربي ومن انسانيته ايضا .
وإذ من المعروف أنّ لبنان لا تتمتع بالأمكانيات المالية الكافية لتمويل متطلبات اللاجئين السوريين , وهنالك اقبال متزايد من الأشقّاء السوريين في عبور الحدود نحو لبنان جرّاء ظروف الحرب القائمة , كما من المفارقةِ وجود لاجئين عراقيين في داخل سوريا وفي داخل العراق في وقتٍ واحد .! ومن مفارقةٍ اخرى أنّ عراقيين يُهجّرون عراقيين من مناطقهم الى اخرى ويُعزّزون فعلتهم هذه بحرق بيوتهم للقضاءِ على ايّ املٍ مستقبليٍّ لعودتهم ,
وبقدرِ ما يشكّلهُ ذلك من وصمةِ عارٍ لاينبغي السكوت عنها , إلاّ أنّ العار القومي الشامل يتجسد في عدم مبادرة عشرينَ دولةٍ عربية لنقل هؤلاء اللاجئين السوريين والعراقيين الى اراضيها وتوفير ما يحفظ كرامة الأنسان وحياته – وهي حالةٌ وقتية مهما طالت – , وبجانب ذلك فَلَمْ تبادر الجامعة العربية في طرح مسألة اللاجئين وتوزيعهم الى الدول العربية الاخرى .! , وقد بات على الملوك والرؤساء العرب أن يصرّحوا علانيّةُ أن لا علاقةَ لهم بالعروبة وأن لا يُصدّعوا رؤوسنا بشعاراتهم الخاوية الجوفاء , على الرغم من انهم يعملون ويجهدون ويجاهدون بكلّ ما هو ضد العروبة ..
2- العربُ تأكلُ بعضها , تنهشُ لحمها . العربُ ما عادت عرب , حتى عرب الجاهليةِ اسمى من هذه العرب , وحتى سلاطين الطرب اشرفُ من حكّام العرب , وَجَباتٌ سريعةٌ من جرَب يُطعِموننا إيّاها ملوك ورؤساء العرب . البوصلةُ العربيةُ لا تُؤشّر إلاّ الى طريق الهرب . غدونا عمّالَ مناجمٍ اسرائيليةٍ تُنتِجُ ذَهب , والقادةُ العرب تبنّوا نهجاً في إثارة الشغب < الشغب القومي > , إجتتثّوا من تأريخنا كلّ الحُقَب , إستبدلوا نفطنا بفيروساتٍ تصيبُ عقولنا بالعطب , هل نحن دُمىً ولُعَبْ .؟ هل يوجد مثلنا شعب .! نمزّقُ جلودنا إرباً إربْ , على انغام الصخب ..
ثمَّ , بعد فوات الأوان , بعدَ عَطَلٍ , وبعد خللٍ في لغة اللسان , في هذا العربيّ الأنسان , اكتشفنا أنّ الحكّام العرب , هم سفراءُ ابي لهَب , بدبلوماسيتهم جعلونا كحمّالة الحطب …
*[email protected]