شاهدنا هذه الايام جولة البابا في امريكا وكيف استقبلته الناس بلهفة وتقديس والملاحظ عليه البساطة والسماحة في وجهه وتعامله مع اتباعه ، ورغم ان البابا الماني الجنسية ولكن الرجل يزور البلدان كأب روحي للمسيحيين دون ان يتدخل في شؤون هذه الدولة او تلك ، ولكن لو التفتنا الى بابا الشيعة الاعلى فأتحدى اي شخص شاهده يحج على الاقل ويؤدي الفريضة الواجبة !! او يزور جده – كما يدعي الانتساب للعلويين – الامام علي (عليه السلام) او انه زار اهله واقرباءه في مدينة سيستاني الايرانية ؟؟ ولا اعلم لماذا بابا الشيعة يتدخل تدخلا واضحا في شؤون العراق بالتحديد دون غيره من البلدان التي يقطنها الشيعة التابعين له ؟؟ فليكن منصف مع الجميع اذا كان تدخله يصب بالمصلحة العليا للبلد ، فلماذا العراق فقط دون غيره ؟ بل لماذا لا يتدخل في شؤون بلده (ايران) ؟؟
وكما هو معلوم ان الكهنوتية ليس لها محل في الاسلام مطلقا على عكس الديانة المسيحية القديمة وهذه من اولويات الرسالة الاسلامية كانهاء وجود الامبراطوريات مثلا كذلك اذابة الرمز الاسلامي بين صفوف الامة بحيث لم يكن يعرف القادم الغريب النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الجالسين لشدة تواضعه وذوبانه في المجتمع كما هي تلك المرأة التي لم تعرف علي (عليه السلام) حتى اخبرتها جارتها في الحادثة المعروفة للارملة واطفالها وغيرها من شواهد تاريخية ، وهذا ما دأب عليه علماء الشيعة في سالف الزمان فمن ابرز سماتهم انهم لا يفارقون مرقد امير المؤمنين علي (عليه السلام) وكانوا يستضيفون الغرباء والضيوف من مختلف المناطق والبلدان . فما الذي جرى اليوم ؟
ولماذا رجعت الكهنوتية والفرعونية وصارت ظلا للمرجع – اذا خرج المرجع ولفحته الشمس وصار له ظلا – ؟ لماذا المرجع نزيل البيوت القديمة المتهالكة دون ان يكون له بيت حديث العمران ؟ لماذا المرجع ساكت لا يتكلم ؟ لماذا المرجع طوال هذه السنين لم يخرّج مجتهدا او نصف مجتهد ؟ لماذا المرجع لا يوجد له كتاب او درس او اثر علمي ؟ لماذا المرجع عبارة عن وهم واسطورة اعلامية وشخصية خيالية لا يعرف الملايين عنها بل هي عندهم مجرد اسم وعاطفة هوجاء ؟ ولماذا ولماذا ؟ اسئلة كثيرة يعدها البعض من المغرر بهم والمنتفعون انها حد الاشراك بالله !!
لنذهب لأي عمامة كبيرة ونسألة في اليوم الاول عن وجود الله تعالى وعدله ولطفة ورحمته ، لإنبرى هذا المعمم يوضح ويثبت ويبرهن على وجوده تعالى ويعطي الامثله للعدل واللطف والرحمة.
ولو رجعنا له في يوم ثاني وسألناه عن نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) ومعجزته الخالدة (ألقرآن الكريم) لتفنن ذلك المعمم بالادلة والبراهين .
ولو رجعنا له في يوم ثالث واستفهمنا عن الامامة وثبوتها في القرآن والسنة واحقية الائمة وحقيقة الامام المهدي (عليه السلام) ، فبالتأكيد ان هذا المعمم سيسهب موضحا ومذللا للصعب من اجل الاقناع والتفهيم.
ولو رجعنا له في اليوم الرابع واستفهمنا منه عن نسب السيستاني او اجتهاده او اعلميته او احواله او اي شيء متعلق به ، فأنه سيكون يوما اسودا وسنرى النظرات تختلف واللهجة تتغير والكلام يخشن ومن المحتمل نسمع كلمات نابية وفاحشة على طريقة مناف الناجي وكيله في مدينة العمارة صاحب الافلام الاباحية المعروف، والسبب لأننا تعدينا حدودنا ! لأنه في قرارة نفسه يقول :- كيف يسألون عن السيستاني ؟ فالله ومحمد وعلي يجوز اما السيستاني فإنه خط احمر قاتم لا يمكن التفكر به مطلقا والا سيكون السائل على حد الاشراك بالالهة الاعلامية الكهنوتية .
وهذا يعطينا فكرة عن سنن التاريخ التي هي عبارة عن حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، وهذا ما مرت به اوربا قبيل الثورة الصناعية حتى جاء اليوم الذي رفعوا اصواتهم بشعار “اشنقوا آخر قيصر بأمعاء آخر قسيس” لأننا اليوم نسير على نفس الخطى فشعار ” بسم الدين باكونه الحرامية ” تمهيدا حي لثورة ستكون على كهنويتة النجف وغيرهم حتى يقول القائل ” اشنقوا آخر سياسي بأمعار آخر معمم كهنوتي” . فقد طفحت وظهرت نتانة المؤسسة الدينية الانتهازية لأنهم ساوموا وتاجروا بدماء الناس وبكراماتهم وباعراضهم وبمقدساتهم وبحياتهم ونحن ننتظر الثورة الاصلاحية الفكرية لإجتثاث التطرف الديني الانتهازي لأن الواقع يشير الى ان المؤسسة الدينية الانتهازية تسير للتلاشي فالمرجع الصرخي الذي تميز انه خالف ووقف بحزم ضد هذه المؤسسة يقول ” ان قبائح ومفاسد المؤسسات الدينية ورموزها لم تبق مخفية وسرية بل انكشفت وظهرت وانتشرت وفاحت رائحتها النتنة وصارت موثقة في الصوت والصورة والوثائق وهذا ادى الى نفورالكثير بل الاكثر من احبائنا وأعزائنا وأبنائنا الفتيان والشباب وحتى الكبار نفروا عن الدين ومؤسساته ورموزه فصاروا يبحثون عن البديل الصالح المصلح عن القدوة الحسنة والمثل الاعلى عن الصادق المخلص غير المنافق عن الذي يتطابق قوله مع فعله عن الذي يعيش مع الناس ويشعر بهمومهم ومعاناتهم عن الذي يبحث عن مصالح الناس وخيرهم وراحتهم وأمانهم، لا الباحث عن راحته وهندامه ومنافعه ومصالحه الشخصية وسمعته وواجهته ومن هنا كبرت وازدادت الفرص عند ائمة ضلالة اخرين بطرح انفسهم كبديل عن الفاسدين المنحرفين “
فلابد من ثورة اصلاحية حقيقية تكمن كمال قال السيد الصرخي ” حل هؤلاء وتفكيك هؤلاء وتحرير هؤلاء من المؤسسة الدينية الفرعونية القيصرية الفاسدة ، ممن يكدس الاموال والذهب والفضة التي لا يمكن ان تفصل ولا يمكن ان تتجزأ الا بالفؤوس ووسائل التفجير الخاصة “