(( أسكنتُ سنين عمري بذكرياتها التي اختزنتها طوال هذا العمر الطويل في خزانة حياتي حيث لم يهن العظم مني ولم يشتعل الرأس شيبا بعدُ. وحزمت أمتعتي ولهفة شوقي وحنين الأيام الخوالي ودسستها بين أناملها وأطبقتُ عليها بأكفي قابضا بحسرة الشوق هذه الحياة بين يديك أضعها فهل ما زال مكان لي في قلبك . أحسست بحرارة ودفئ أناملها تمتد نحو قلبي لينطلق لساني يحاول ترجمة كلماته الجميلة المحبوسة في داخل مشاعري إلى شفاهي وهي آذان صاغية . تبسمت ضاحكة وقالت يا هذا ألا تخشى على قلبك من الغرق في بحر هواي وقد بلغت ما بلغت من العمر قلت من أصابته صبابة الصغر لا يخاف منها عند الكبر ..)