-1-
ما جرى في العراق بعد التاسع من نيسان /2003 وحتى اليوم ، ربما لم يجر في كل دول العالم …
قل لي بربك :
هل سمعت بدولة في العالم تتوالى الحرائق في وزاراتها الواحدة ، تلو الأخرى ، فلا تسلم لا وزارة التجارة، ولا وزارة الصحة، ولا وزارة النفط، ولا وزارة الداخلية من الحرائق التي تَلْتَهِم المستندات والوثائق والعقود ؟!
وكلُّ هذه الحرائق ترجع رسمياً الى سبب واحد ..!!
انه التماس الكهربائي ..!!
وعلى الصدق والعدل والقانون والنزاهة ألف تحية وسلام …
-2-
إنّ أغبى الناس لن يُصدّق بما يُذكر من أسباب الحرائق، فكيف بالنابهين الأذكياء – والعراقيون سادتهم – ؟!!
-3-
يَوْمَ لم يكن العراق مُبتلى بآفة الفساد المالي، لم تكن هناك أية حرائق، ولم تكن ثمة حاجة الى افتعالها …
إنَّ الحرائق تتزامن مع المطالبة بالتحقيق والتدقيق في الملفات والمستندات والعقود …، والتي تتجاوز المليارات من الدولارات .
-4-
وحيث أنَّ التغيير قادم لا محالة، وأنّ الدكتور العبادي – المكلف بتشكيل الوزارة الجديدة – مُطالَبٌ بانْ يضرب بيد من حديد ، كلَّ رموز الفساد والإفساد ، اشتعلت الحرائق هنا وهناك خوفاً من الحساب …!!
-5-
لا أحد من العراقيين مستعدٌ للتنازل عن دينار واحدٍ مما تَمَّ نهبُه من قِبل (المافيات)، وعصابات السطو المنظم للثروة الوطنية العراقية .
وإنّ أولى مهمات مجلس النواب العراقي، هي المراقبة والمحاسبة والمتابعة لرموز الفساد المالي والاداري بلا هوادة، وبعيداً عن المواقف المترهلة الخجولة .
كما أنّ من أولى المهمات التي تنتظر حكومة د. العبادي، هي انقاذ البلاد والعباد من السرقات المستمرة للثروة الوطنية ، أيّاً كان اللص أو الجهة التي ينتمي اليها ، ذلك أنَّ سرّاق قوت الشعب لا ينبغي أن تأخذنا بهم رأفة أو رحمة .
انهم جنود الشيطان وعبيدُه ، والخارجون على الشرع والقانون وكل القيم والموازين الأخلاقية والانسانية والحضارية ….
-6-
لقد لاحظنا أنّ هيئة النزاهة تُلاحق وتُقاضى حين تتصدى للنهوض بمسؤولياتها الجسام ،وهذه من أكبر المصائب والمعايب – كما هو معلوم-
كما لاحظنا أنَّ قسما ممن عُيّن في هذه الهيئة فاقَ السُراق في الاصطياد والابتزاز ..!!
والسؤال الآن :
هل بات العراق خالياً من الرجال الأمناء المخلصين القادرين على أداء المهمة بكل دقّه ونجاح ؟
-7-
إنَّ التعيينات في دوائر الدولة واجهزتها، لم تعد تستند –للأسف- الى المعايير الموضوعية من النزاهة والكفاءة والمهنية، وانما تخضع للمحاصصات الحزبية والقومية والطائفية ….
وكل ذلك يُبعد العراق من أنْ يكون دولة مؤسسات وأجهزة، قادرة على إحداث القفزة النوعية المطلوبة في مضمار تقديم أحسن الخدمات للمواطنين، والحفاظ على أمنهم واستقرارهم وكرامتهم ،ورسم السياسات الكفيلة بجعل العراق يحتل موقعه العالي تحت الشمس ….
-8-
إنَّ التحديات التي يواجهها الوطن الحبيب كبيرة وخطيرة ، لاسيما بعد أن أعلنت عصابات (داعش) دولتها المزعومة، واستنفرت كل قواها الغادرة للفتك بالعراق ،وتمزيق نسيجه الاجتماعي، والعبث بأمنه وثرواته، فضلاً عن تدنيس ترابه الطاهر بالأرجاس الذين لايكفون عن ايقاع الأذى بكل أبنائه على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وقومياتهم .
إنهم يُريدون من العراقيين أنْ يبايعوا المتخلفين الذين لايحسنون إلاّ فن قطع الرؤوس ، والتمثيل بالجثث ، والتفخيخ والتفجير وتطاير الأشلاء…
إنَّ العراقيين جميعاً مدعوون اليوم الى التوجه نحو خندق الدفاع عن العراق ، بصفوف متلاحمة مترابطة عامرة بايمانها القوي بالله العظيم مُنزل النصر ، وبحبها العميق لبلد الأديان والحضارات والتاريخ المضيء بالابداعات المتميّزة .