17 نوفمبر، 2024 2:32 م
Search
Close this search box.

اشتباكات الفصائل والشعور بالأمان !

اشتباكات الفصائل والشعور بالأمان !

خلال سبعة أيام فقط شهدت البلاد اشتباكين لفصيلين مسلحين في كل من حي العامل بالعاصمة بغداد مركز الحكومة والبرلمان ومحافظة البصرة رئة العراق الإقتصادية ، والمفارقة في كلا الاشتباكين المسلحين ، إن قواتنا الامنية  بأكثر من صنف فيها وتسمية تدخلت كقوى حاجزة بين طرفين مسلحين خارج الضوابط الحكومية ، وليس كقوى رادعة تفرض سيادة الأمن والقانون  الذي يَخضع حملة السلاح غير المرخص الى المساءلة القانونية !!

في بغداد اشتبكت سرايا السلام مع عصائب اهل الحق بسبب تعليق صور ، وكلاهما جزءً من الحكومة والمشهد السياسي !

في البصرة اشتبكت كتائب الامام علي مع عصائب أهل الحق اثناء مجلس تأبيني بذكرى مقتل سليماني والمهندس، وكلا الفصلين جزءً من الحكومة بشكل من الاشكال !

والمفارقة ان هذه الفصائل تدعو الى بناء الدولة ومؤسساتها ومحاربة السلاح المنفلت وتشاارك في الانتخابات وتحصل على المغانم والمكاسب والمقاعد ..الخ !!

قبل أي اشتباك يبدو لك المشهد آمنا مطمئناً ، فالحياة طبيعية والجو بديع والدنيا ربيع ، وفي لحظة غير معلومة يتفاجأ المواطن الكريم المسترخي ، بتحول المشهد الى مجاميع مسلحة واطلاقات نار وسقوط ضحايا واستعراضات عسكرية لقوى هي خارج المنظومة الامنية للحكومة ، فتشعر ان لادولة ولاحكومة وإن الشارع اصبح ملكاً لقوى لايمكن السيطرة عليها ، وكل ماتفعله القوات الامنية الحكومية هو الحجز بين الاطراف المشتبكة لمنع توسع الاشتباك المسلح ومنعا من ظهور الاسلحة الثقيلة !!

والحال يتكرر في الإشتباكات العشائرية التي عادة ماتنتهي بفلسفة ” بوس عمك بوس خالك ” تحت مظلة القوات الامنية االتي تعيد السيطرة على المشهد القتالي الذي يبدو لحدته وشراسته كأنه بين  اعداء متأصلين !

كل هذه المشاهد ترعب المواطن وتنقض فكرة ” الأمن المستتب ” التي طالما يسوقها ويتحدث عنها ويشرحها رموز الحكومة وقادة الكتل السياسية التي في غالبية قوى السلاح المنفلت تحت سطوتها وسيطرتها!

مثل هذا المشهد الفوضوي ،الذي يمكن ان يتكرر في أي لحظة ، يفقد المواطن الشعور بالأمان ، وهو المقياس والمعيار لأمن حقيقي في البلاد وقوة وقدرة الحكومة على لجم كل مخرجات الانفلات الأمني من اصوله وليس تغطيته بأمن هش بامكان شجار بين طفلين ان يتحول الى صراع فصائل يتخذ حتى الطابع السياسي !

بدون شعور المواطن بالأمان لايمكن الحديث عن أمن حقيقي ، فاصل الفلسفة في هذه المعادلة هو الشعور بالأمان الذي هو نتاج أمن حقيقي وليس أمناً هشاً ينهار مع اطلاق أول رصاصة وإن عن طريق الخطأ أو الاحتفال بختان !!

أحدث المقالات