23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

اشارات المرور وفتاوي علماء الدين !

اشارات المرور وفتاوي علماء الدين !

أخترع المتخصصون أشارات ألمرور لتحقيق هدفين ؛ألأول تسهيل أنسيابية وسائط ألنقل؛وألثاني للمحافظة على حياة ألمشاة وسائقي وسائط ألنقل ألمختلفة ؛وأختاروا لونين لتحقيق هدف أختراعها وهما ألأخضر ويشير ألى أحقية ألمرور وألأحمر لأيقاف ألسير.أصبحت قانونا يعمل به في كافة أنحاء ألعالم ؛ووضعوا  قوانين صارمة بحق ألمخالفين تتدرج من غرامة مالية ألى عقوبة ألسجن؛كقوة ردع لحماية أرواح ألناس وتسهيل راحتهم وأمنهم ؛وبهذا ألشكل أستطاعوا أن يحلوا مشكلة كبيرة كانت تحصد أرواح ألبشر وأصبحت قانونا متفقا عليه ينظم وسائط ألنقل ويجعلها أكثر أمنا وسلاما.ولكن علماء ديننا عجزوا أن يضعوا قواعد ملزمة لردع ألناس تكون واضحة وغير قابلة للبس أو ألأجتهاد وألمزاجية؛وخاصة في مواضيع خطيرة تمس حياة ألأنسان.سأركز على قضايا تمس حياة ألناس مباشرة وتعرضه للكوارث وألمأساة عبر ألعصور ؛وهي 1-حياة ألأنسان وقدسيتها 2- تكوين ألأحزاب ألدينية و3-ألحياة ألزوجية:
1-حياة ألأنسان ؛وفقا لما نقرأه من فتاوي علماء  ألدين في مختلف ألمناهج ألدينية للطوائف ألمذهبية أنه يغلب عليها طابع ألمزاجية وألأزدواجية وتضارب ألأجتهادات.تنحصر قدسية ألأنسان  في نظرهم في طوائفهم أو من يدعمونهم من ألحكام وألسلاطين ؛وتوجه فتاوي ألتكفير وأباحة ألقتل فقط ضد من يختلف معهم في ألعقيدة أو في ألمذهب وبالتالي ضاعت ألمقاييس ألدينية وألأنسانية وأطلقوا ألعنان للسفاحين من ألسلاطين وألجماعات ألتكفيرية بالقتل .وأصدروا لهم صكوك غفران في أستباحة دماء ألناس. فالذي يقوم بألأعمال ألأرهابية يحتاج ألى فتوى تتيح له قتل ألناس ؛وبما أنها مباحة من قبل علماء ألدين من هذا ألمذهب أو ذاك؛فقد أصبحت ألأوطان غابة لوحوش تفترس ألناس ليس من أجل ألأستفادة منها في البقاء على قيد ألحياة  كما تفعل ألحيوانات ألوحشية ؛بل من أجل ألتلذذ بتعذيب ضحاياها وقتلهم فيما بعد ؛بناءا على فتوى تقول {من كان مؤمنا عجلنا له بالجنة ومن كان كافرا عجلنا له في ألنهار}ولا نعرف من هو ألمؤمن حتى يمكن تميزه عن ألكافر  ماداموا جميعا يقولون لاأله ألا ألله ؛محمد رسول ألله؛في هذه ألحالة أصبح عالم ألدين ؛كفتاح ألفال يعتمد على فراسته في ألدجل وألأحتيال ؛لتحقيق أهداف مادية ودنيوية رخيصة؛فأصبحت حياة ألناس أرخص بضاعة في ألعالم ألأسلامي ؛وألحادثة ألأخيرة ألتي وقعت في ريف دمشق ؛بقطع رأس أحد ألمقاتلين من قبل جبهة ألنصرة ألذي جرح في ألمعارك؛والسبب أنه ردد أسم علي وألحسين ؛وبما أن من يردد هذه ألأسماء يكون شيعيا لذلك وجب قتله بهذه ألطريقة ألبشعة؛وبناءا على فتوى مفتي ألجماعه أعتبره شهيداعندما أتضح فيما بعد أنه سنيا وكان يقاتل ضد ألنظام ألسوري؟!!.وهذا يعني تجريم ألضحية وتبريرجرم ألقاتل بطرق شرعية؟!!!.
 فشلت أشارات مرور علماء ألدين ألتي أبتدعوها بفتاويهم؛ولم نعد نميزبين أللون ألأحمروألأخضرلنستدل على ألفرق بين ألضحية وألجاني وضاع ألخيط وألعصفور!!.
2-تكوين ألأحزاب ألدينية :ظهرت في ألأربعينيات على ألسطح  أحزاب دينية مثل ألأخوان ألمسلمين والحزب ألفاطمي ثم تطورت فيما بعد فتأسست أحزاب سنية وشيعية مثل ألحزب ألأسلامي وحزب ألدعوة في ألعراق وجماعة طالبان وجماعة شاه مسعود في أفغانستان وألجماعة ألأسلامية في باكستان وبوكو حرام في نيجيريا وغيرها وكلها تدعي أنها ألممثلة للأسلام وألمدافعة عن ألمسلمين؛ولكن ألسؤال ألذي يطرح نفسه من وكلهم للتحدث بأسم  ألأسلام وأيديهم ملطخة بدماء ألمسلمين ؛وكما نعرف أن ألدين عند ألله ألأسلام  !!؛فأذاكانت عشرات ألأحزاب ألسنية تدعي تمثيلها للطائفة ألسنية فمن أعطى لها الحق بالتحدث بأسم ألمسلمين وبأية طريقة وماهي ألقواعد ألتي يستند كل منها ليكون ألممثل ألوحيد للسنة!!فهل أركان ألأسلام وأصول ألدين ومصادر ألتشريع كانت ناقصة أو مبهمة وأنهم أكتشفوا أخطاء فيها  مخبريا ؛فأصبح لهم ألحق في ألتمثيل والشرعية؟فأن لم يكن كذلك ؛فأن هذا لايعدوا سوى دجلا وخيانة للأسلام والمسلمين.وينطبق هذا على ألأحزاب ألأسلامية ألشيعية في ألعراق مثل حزب ألدعوة أو ألفضيلة أو ألتيار ألصدري أومنظمة بدر أو ألمجلس ألأعلى ؛فبماذا يختلفون ؟هل بعدد أئمة أل ألبيت أم بكيفية ألتطبير ؛وهل تكون بالسيوف ألمستوردة من أيران أو ألصين أو تايوان ؛فكلهم يدعون أنهم يتبعون فكر أل ألبيت ؛فأذا كان كذلك فعلا؛فأن فكر أهل ألبيت يعتمد على ألقرأن والسنة ألصحيحة ؛وبالتالي فأن ألأحزاب ألأسلامية بشقيها ألسني والشيعي ألمؤدلجة سياسيا لاتختلف عن حزب ألبعث في شقيه ألسوري وألعراقي وكل منهما كان يتهم ألأخر بالعمالة للأستعمار وألصهيونية وألخروج عن مبادئ ميشيل عفلق ؛فمن تخدم هذه ألأحزاب ألأسلامية هل ألمستضعفين في ألأرض أم ألذين يملؤون كروشهم بالمال ألحرام ويهدرون دماء ألأبرياء؟؛فأين حدود ألقواعد ألتي يستندون عليها في ألتفريق  بين ماهو فكر ديني أودينوي وكيف نستدل على ذلك ؛هل بالشعارات أم بألمبادئ ؟!!.
3- ألحياة ألزوجية:ألبناء ألأساسي لقيام مجتمع يخلوا من ألعنف وألتطرف وألغلو يعتمد على ألبنية ألمتكافئة للحياة ألزوجة وبألأخص معاملة ألزوج لزوجتة على أساس ألأحترام ألمتبادل وأعطائها كافة حقوقها ألمشروعة ألموجودة في سنن ألسماء وألقوانين ألوضعية؛ ويجب أن تقوم على أساسين رئيسين هي ألقبول وألرضا من ألطرفين وألأشهار وهذا ما نص عليه ألقرأن والسنة ؛وبما أن ألرجال هم ألطرف ألأقوى في هذه ألمعادلة ؛أستغلوا ألأعراف ألأجتماعية ألخاطئةألسائدة لصالحهم ؛في حرمان ألمرأة  من حقوقها ألمنصوص عليها في ألشرع من خلال فتاوي علماء ألدين ألتي جردتها من معظم حقوقها ألمشروعة ومنها على سبيل ألمثل لا ألحصر ؛أرغامها على ألزواج دون رغبتها أو حتى أستشارتها ؛ويقوم ولاة ألأمر كالأب أو ألأخ أو العم بالنيابة عنها بأجراء مراسم ألزواج على أعتبارأنها ناقصة ألأهلية ممايؤدي لاحقا الى ألطلاق وألتي تصل نسبته ألى أكثر من60% في ألدول ألعربية؛ ونتيجة لذلك يتضرر ألمجتمع ككل وخاصة ألأطفال؟وفي حالة طلاقها يتم تجريدها من كل حقوقها ويكون ألرابح ألوحيد هو ألزوج.أما ألظاهرة ألجديدة ألتي أنتشرت مؤخرا هي زواج ألقاصرات حيث تنعدم صفة ألكفأة بين ألزوجين وذلك بأرغامهن على الزواج من كبار ألسن ممن يمتلكون ألأموال وربما تصل أعمارهم ألى ألسبعين بينما  أعمارهن لايتجاوز ألعشر سنوات كما ظهر مؤخرا في تقاريرمنظمات حقوق ألمرأة ألتي سجلت في أليمن وفي مخيمات أللأجئين ألسورية ومصر ؛وذلك لجشع أولياء أمورهن ؛وهذا يعتبر أغتصابا بنظر ألشرع وألقانون فهو يفتقد الى شرط ألرضى وألقبول ويتعارض مع ألقوانين ألوضعية ألتي تحرم زواج ألقاصرات ؛وهنا أيضا يقف علماء ألدين ألى صف ألرجل مستغلين حوادث وقعت في صدر ألأسلام في زواج قاصرات ؛مع ألعلم أنهم يعلمون ؛أن ألأحكام تتغير بتغير ألأزمان كما جاء عن ألنبي{ص} ؛وهنا نتسأل هل أصيب علماء ألدين  بعمى ألألوان في هذه ألقضية ألخطيرة فلم يعد يفرقون بين ألأغتصاب وألزواج ألمتكافئ؟’ ؛فلماذا يسارعون في أصدار فتاوي ألقتل ويتغاضون عن حقوق ألمرأة وهي في سلم أولويات ألعقيدة ألأسلامية!!.ولكني أعتقد أن بيت ألشعر ألتالي ينطبق على ولاة أمورنا ؛أسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ؛وهنا أقول لهم ؛أنا مواطن أنتظر منكم جواب!!!!!؟.