16 سبتمبر، 2024 10:02 م
Search
Close this search box.

 اسيا 2015 … ما لنا وما علينا!

 اسيا 2015 … ما لنا وما علينا!

نحزم الحقائب وعيننا على كأس حمله غيرنا ، اطفأت انوار الملاعب وما بقي من اسيا 2015 اصبح من الذكريات. تجربة كانت الأكثر غموضاً بعد إخفاق بطولة الخليج وعلامات استفهام كثيرة عن مستقبل هذا الفريق. عاصفة من الإنتقادات اطاحت الحكيم شاكر الذي خرج وسط اجواء متباينة بين الشكر والأحجار السبعة ، ليأتي راضي شنيشل في مقامرة لم يراهن عليها احد غيره ، تحمل مسؤولية فريق منتكس وهو على اعتاب مشاركة قارية لم يكن العراق يوماً فيها رقماً سهلاً لخصومه.

في بريزبن كانت البداية ، سلاماً يا عمّان وعذراً فحلمنا كبير ، ياسر قاسم الذي ترك بصمة العراق الوحيدة في الخليج يهز الشباك الأردنية ويمنح جمهورنا بصيصاً من الأمل. عقدة الهدف في مرمى الساموراي تستمر للعام الخامس عشر على التوالي لنخرج محافظين على العرف الياباني بهزيمة وقع عليها هوندا ، ليأتي لقاء الشقيق الفلسطيني مسك ختام لدور المجموعات في العاصمة كانبرا ، وابو ذنون يزأر فيها ليدخل تاريخ البطولة الصفراء كأول لاعب يسجل في اربع نسخ منها.

وصول العراق للمرحلة الثانية لم يكن محض صدفة ، فقد نجح ابناءه على مر الأجيال في عبور حاجز المجموعات دوماً اذا ما استثنينا مشاركته الأولى عام 1972 ، الا ان اصطدامنا بعقدة اخرى اسمها ايران لم تدع المجال لأكثر المتفائلين ان يطلق العنان لتفاؤله. ملحمة كروية لن ينساها من عاصرها وعاشها ، فلا حاجة لي بذكر تفاصيلها إلا ان الثناء على ابطال تلك الموقعة واجب بلا ذكر اسماء ، فجل من كان في الملعب من اساسيين واحتياطيين وتدريبيين وجمهور كانوا جزءاً من النصر العظيم ; نصر عده الكثيرون بطولة بحد ذاته كان له طعم خاص.

توقف قطار الأحلام عندما اصطدم بالشمشون الكوري في سيدني لينتهي حلم اسيا 2015 ، قبل ان نسقط في لقاء كان بمتناول اليد امام الشقيق الإماراتي حرمنا به انفسنا من البرونزية بأخطاء ساذجة جاءت توكيداً مشدداً على ضرورة إعادة الحسابات للمستقبل. كانت تلك قصة قصيرة لفريق ابصر النور في استراليا ما زال امامه الكثير ليكتبه اذا ما اراد ان تكون له رواية في مكتبة الرياضة العراقية. ابدأ من مدرب كنت من اشد منتقديه على مدار الأعوام الماضية بحكم قربي من نادي الزوراء الرياضي والمأساة التي عاشها وكان راضي شنيشل جزءاً منها ، الا انه اليوم يستحق ان تُرفع له القبعة على ما قدم في وقت قياسي لفريق منتكس حافظ به على سمعة الكرة العراقية. فشكراً لراضي مع التمنيات بالتوفيق ، بل وبالإستمرار مع الوطني واقولها بملئ الفم اذا ما اردت لفريقي استقراراً فنياً وبناءاً صحيحاً جفت منه الحناجر بعد كثر المطالب.

القائد الأول ، عجوزنا ، الأب والعقدة ، يلعب بلا نادٍ فالعراق ناديه وبلده ، جاء بعد ان تحمل اشد عاصفة يتعرض لها لاعب بالرغم من عطاء لا ينضب واهداف لكل منها قصة عمرت في القلوب. يونس محمود الذي اكد انه باقٍ ضمن كتيبة الأسود في تصفيات المونديال ووضع شأنه تحت تصرف المدرب واتحاد الكرة. شكراً لأبو ذنون ، الذي وان كان اصلاً اسماً كبيراً في سماء كرتنا ، إلا ان رابع مشاركاته في امم اسيا سجلته كأسطورة عراقية فذة اضافت لسجله الكثير.

سعد عبد الأمير ، لطالما سمعنا هذا الإسم يرتبط بالتشائم من نتائج الفريق ، لاعب محور لم يكن يجيد ابسط ابجديات الكرة ، دخل في اكبر معترك قاري واثبت لنا عكس ما كنا نقول ، فسلاماً يا سعد فقد كانت استرالياً مهد صناعة لاعب نعول عليه الكثير في قادم المشاركات. ياسر قاسم ، كلمة سر الوسط ومصدر الإطمئنان على تنظيم سير الكرة ، لاعب بمواصفات السوبر ممزوج بهدوء وبرود اعصاب ، كان لغيابه في نصف النهائي اثر كبير على جل خطوط المنتخب ، لاعب كسبناه واكتسبناه سيكون له شأن اكبر ليس مع المنتخب فحسب ، بل هناك في القارة العجوز كما نأمل.

ضرغام اسماعيل ، ذلك الشاب الصغير بعمره الكبير بثقته وعطاءه ، وعلي عدنان الذي صحح المسار في لقاء ايران ، جستن ميرام الذي ما زال لديه الكثير ليقدمه ، والملك احمد ياسين الذي عاد بقوة والعود احمد. لكل من توشح بالعلم العراقي صدره الثناء وإن كان لنا تحفظات على وجود البعض او اداءهم ، الا ان ما حققته هذه المجموعه بالظروف التي مرت بها يعد شافياً ووافياً.

بالرغم من ان هذه السطور لم تُكتب لغرض النقد ، الا ان دخول تسع كرات مرمى العراق امر لا بد له من وقفة. المنظومة الدفاعية التي بدت متهالكة في الأدوار اللإقصائية تتحمل العبء الأكبر من مسؤولية تذيل المربع الذهبي الذي وان كنا سعداء بالتواجد فيه ، الا انه وبكل تأكيد، كان بالإمكان افضل مما كان. لم تكن الأخطاء تكتيكية او ناجمة عن سوء التواصل بين المحاور والمدافعين ، بل كانت اخطاء فردية بحتة خصوصاً في الكرات الثابتة ، وعندما تذكر هذه الكرات الملعونة لا بد ان اذكر مركز حراسة المرمى الذي ارقنا جميعاً بحارسيه جلال حسن ومحمد حميد. لن اخوض اكثر في تفاصيل نعرفها جميعاً ، الا ان مرحلة التصحيح والإستفادة من دروس اسيا 2015 قد حان موعدها. مصير راضي شنيشل يجب ان يحسم عاجلاً فلا مجال للمماطلة ، ووضع خطة إعداد علمي سليم للتحدي المقبل امر لا مناص منه. هذا ما نعول عليه في المرحلة

القادمة يا اتحاد الكرة ويا مدربنا القادم كائن من تكون، فتصفيات المونديال تلوح في الأفق والتأهل الى موسكو بات حلماً عراقياً بعد ثلاث عقود من الغياب عن المجد العالمي.

أحدث المقالات