انعقد ديوان الشيخ مساء وحضره جميع افراد القرية، وكان بينهم محيسن الكشكولي، والحديث كان يدور حول الانبار، فاراد محيسن ان يوصل فكرة للجالسين، فقام وخرج خارج الديوان ليأتي بفضلات آدمية وضعها وسط الديوان، فتهامس الرجال : اكو واحد يفعل هذا الفعل؟، هذا الفعل لايوجد ماهو اسوأ منه، سمعهم محيسن فقام وقال: اكدر اسوي الانكس منها، فبهت الجالسون واستنكروا ، ماذا ستفعل حتى تفعل انكس منها؟، فقام واتى بحجارة وضرب الفضلات، فانتشرت على الجالسين، اتسخ الجميع ووصلت الفكرة التي يريدها محيسن الكشكولي، لانريد ان نقارن المالكي بمحيسن الكشكولي، لكننا نعتب عليه، اما كان باستطاعته ان يحاصر داعش والقاعدة في صحراء الانبار، ويحول بجيشه ذي العشر سنوات من امتدادهم الى بغداد وباقي المحافظات، كانت خلايا نائمة ومعسكرات تحت الارض وكان من الممكن القضاء عليها بعيدا حتى عن الانبار، اننا نحصد جهودا خاوية لقادة عسكريين لايفقهون شيئا من ايديولوجيا الحرب، وهم يقاتلون ضباطا كبارا من الجيش السابق مدعومين باموال خليجية وخبرات وكذلك انتحاريين لايعرفون شيئا عن الحياة بقدر معرفتهم عن الآخرة.
لقد نشر المالكي وجيشه داعش والقاعدة على مساحة اكبر بعد ان اخفق في محاصرتهم وقطع الامدادات عنهم، حتى باتت الخشية على بغداد اكبر منها على الفلوجة، لقد ايقظت طائرات المالكي جميع الموتورين والارهابيين، فصارت تفجيرات بغداد اكبر خطورة لما يلفها من جانب تخطيطي ، وهو اقتحام الاماكن العامة كما كاد ان يحدث في المنصور مول، لقد انصب اهتمام الاجهزة الامنية على الفلوجة والرمادي، وبقيت المدن الاخرى تنتظر رحمة الله، هناك الكثير ممن يريدون التطوع للجيش، وهناك ميزانية كبيرة نستطيع استغلالها عسكريا هذا العام على الاقل، او اللجوء الى اعلان حالة الطوارىء، وهذا منوط برئيس الوزراء لانه هو من نشر داعش على مساحة العراق بعد ان ضرب ضربته التي تشبه الى حد كبير ضربة محيسن الكشكولي.
الجميع كان مقتنعا برباط سالفة محيسن، ومنهم من قال ان محيسن رجل حكيم، فقد اوصل لنا فكرة كانت غائبة عن تصوراتنا، وهي ربما يخطىء الطبيب بعملية جراحية، فيموت المريض، وربما يخطىء القائد العسكري بعملية عسكرية فيكون السبب الرئيس بموت الكثير من الجنود المساكين، وربما يخطىء الرئيس او رئيس الوزراء بمعالجة قضية ما فيتحمل وزر هذا الخطأ الشعب سنينا من الآه والموت والفاقة والجوع والتذمر، هذا هو ميزان افعال الكبار دائما يكون ضحيتها اناس بسطاء ربما اهدافهم لاتتعدى العيش وعد الايام بلا اية طموحات او امان ربما ضالة، حيث يكون الشعب هو الضحية، للاسف كنا ضحية ناخب غير واع، وممارسات عفنة تميزت بالتزوير والتهالك على شراء الاصوات فوصلنا الى قائد لايستطيع معالجة اي خلل، كانت الكهرباء هي المعضلة ومازالت بعد ان اضيفت اليها اهداف جديدة تمثل الفلوجة والرمادي وداعش والقاعدة وحزب البعث، مما جرأ رغد ابنة صدام الكبيرة في انها تنادي بصوت عال، بانها ستبحث عن المجاهدات وتجمعهن من المغرب وتونس، وستشكل جيشا نسويا يعيد لها التاج الذي سلب منها بمساعدة ابناء الفلوجة والانبار، هذا ماقاله محيسن الكشكولي وانا اول المؤمنين به، لقد نشر المالكي داعش وانتهى الامر، وجميع الكلام مباح، ورباط السالفه واضح.