23 ديسمبر، 2024 8:15 ص

اسوء ماحصل في العراق في تأريخه الحديث -١

اسوء ماحصل في العراق في تأريخه الحديث -١

القسم الاول
هذه الحقائق التي سأتطرق لها في هذا المقال يجب ان يطلع عليها الشعب العراقي اولا لكي يعرف او يستعيد ذاكرته التي ربما اضعفتها الشجون والهموم والدماء التي خلفتها جرائم الارهاب وتقاعس السلطات ، وثانيا ان تطلع عليها زمر السلطات الطائفية والمحاصصاتية التي ارتكبت اسوء واحقر جرائم الفساد ونهب المال العام حتى يعرفوا كم روعوا الشعب وكم انتهكوا حقوقه وسرقوا امواله وكرامته ، وثالثا ان تطلع عليها الطبقة السياسية الفاسدة والجاهلة والمتخلفة وراعية وصانعة الفساد والرشوة والتي لعبت على عقول الشعب وتحايلت عليه بشعارات وادعاءات كاذبة وملفقة لمجرد ان تصل الى دفة الحكم حتى تكمل مسيرة النهب والفساد وتدمير العراق .

فمنذ سبعة عشر عاما مرت على تغيير النظام المباد وما سميت بالفترة اللاحقة بالعراق الجديد ، هي فعلا تسمية تنطبق على الواقع المعاش بعد القرون الماضية لانها اتسمت بالجديد فعلا في كل مرافق الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من حيث حجم ومساحة السوء والتدمير والقتل والتهجير والترويع والتخويف والتخلف والاضطهاد بالشكل الذي لم يشهد له العراق مثيل منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي وحتى عام 2003 ولحد اليوم .
كل مرفق من مرافق الحياة قد دمر وعبث في كينونته ، وخربت هيكليته ، وكأن الامر عند البعض الكثير ممن فرضوا انفسهم كرها على العراقيين قد ارادوا ان ينشروا جهلهم وغبائهم ودونيتهم لتكون كالفايروسات التي تقضي على كل شيء وكأنها جزيئات ذرية ذات قدرة تدميرية هائلة ، والبلد بعدما كان عامرا الى حد ما نراه اليوم يسير نحو الهاوية التي لاينفع بعدها اي ندم او اسف .
والغريب في الامر ان كل من شغل منصبا او مسؤولية او تبوء عضوية البرلمان فانهم متشابهون بكل صفات السوء والرذيلة ويتمعون بقدر عال من الغباء والدونية وانعدام الحياء. فالطبقة السياسية المتعفنة والغبية ربما تتزعم مبدأ التدمير والقضاء على ادنى مظاهر الحلم الذي صبر من اجله العراقيون ، هم اناس ليس لهم اية علاقة بالسياسة ، بل ولم يعرفوا او يقرأوا عن اي من مدارسها واهدافها ومبادئها الا بعض الاحزاب القليلة جدا والتي لم تحضى بمساحة الرضى من قبل الاحزاب الاخرى المهيمنة والتي تتمتع بنفوذ واسع من خلال سيطرتها على مجاميع كثيرة من الجهلة والمتخلفين والاميين بفعل غسل ادمغتهم وتخويفهم وترويعهم بتوجهات دينية مستوحات افكارها من عقولهم الفاسدة والمتخلفة والتي تناقض تماما كل التوجهات الاسلامية الحقيقية والعميقة ،مستعينة بقوى ملشياوية فتاكة ليس لها من مهمة وطنية سوى حماية رموزها والدفاع بل والاستقتال على من يدفع لها ويمولها ، وصارت هذه الاحزاب والمجاميع الدينية بمثابة القوة الحقيقية التي تحكم العراق بسلاح مدمر وخطاب غوغائي وسلوك اجرامي ، اما باقي تشكيلات الطبقة السياسية فهي شراذم من تجار السياسية وجدوا في هذا المجال خير مساحة للارتزاق وتحقيق المنافع التي غابت عنهم طيلة فترة حياتهم ، والا مامعنى ان يتشكل في العراق اكثر من مئتي حزب او كيان !!! اولا وثانيا اذا كانت هذه الاحزاب حقيقية ووطنية وتعمل من اجل العراق وشعبة لأصبح العراق اعظم دولة في العالم بعد مضي سبعة عشر عاما !!! ، وبفعل هيمنة كل هذه الاحزاب فقد استلبت ممتلكات البلد الحكومية والاهلية بعدما تم الاستيلاء على ابنية ودور ومؤسسات ومساحات من الاراضي بل ومناطق سكنية بالكامل لتكون مقرات ومساكن ومكاتب وثكنات لهذه الاحزاب , والسؤال باي حق او صيغة قانونية او حتى شرعية استندوا عليها عندما تملكوا كل تلك العقارات ؟؟ ولاجواب على الاطلاق حكوميا او قضائيا او شرعيا !!!!
الشيء الملفت للانتباه والغريب والمريب جدا ، هو وجود لجان اقتصادية في هذه الاحزاب مهمتها تنظيم صيغ والية استلام الاموال والتي تتجاوز الملايين من الدولارات عن طريق الرشاوي والكومشنات من الوزارات ومن خلال الوزير كلا حسب انتمائه للجهة السياسية وهذا الامر كان احد اهم اسباب عجز الموازنات في كل سنة لان المناقصات التي تطرحها الوزارات تضاف عليها نسبة لاتقل عن 20% وربما اكثر حتى تعطى للاحزاب مما يزيد حجم الانفاق بما لايتوافق من حيث الجدوى الاقتصادية للمشاريع .

ويليه القسم الثاني
:
…….. رياض .