قادة الثورة عبد السلام عارف أمر الفوج الثالث لواء 20 / الرئيس عبد الكريم قاسم
وأنا أتطلع لِكِتابَة هذا المقال اردت ان اكتب شيء مختلف كالعادة وكان في داخلي شيء للملكية لكن عندما أطلعت على حقيقتها الطائفية والعنصرية والابادة الجماعية التي حلت بالأشوريين ايقنت أن سفك دماء الشعوب هو من يتسبب بسفك دماء الحكام مهما طال الزمن.
في الحقيقة أن الملكية هي نتاج ثورة العشرين التي قامت بها مجموعة من الشرفاء ضد المحتل البريطاني ،وكانت النتيجة قال البريطانيين سوف نحقق لكم مطلبكم ونأتي بحاكم عربي و جاء تنصيب الملك (فيصل الأول بن حسين بن علي الهاشمي) ملكا للعراق بناءاً عن رغبة بريطانيا بإقامة ملكية عراقية، فشكلت مجلس تأسيسي من الشخصيات سياسية الموالين لها من نوري سعيد و ياسين الهاشمي و رشيد عالي الكيلاني و جعفر العسكري وعبد الوهاب النعيمي وأنتخب عبد الرحمن الكيلاني النقيب رئيسا لوزراء العراق الذي أعلن بتنصيب الأمير (فيصل) ملكا على عرش العراق وتم تتويجه في 23 اب 1921, في ساحة ساعة القشلة ببغداد.
والملك المعين والمنتخب بهذا الشكل لم يكن من مواليد العراق، فهو ينتمي إلى أسرة آل عون الهاشمية، ومن مواليد مدينة الطائف (السعودية)، وقصة هذه الأسرة تبدأ على المسرح السياسي في حزيران من عام 1916, حيث أعلن الشريف الحسين شريف مكة المكرمة ملكا على الحجاز, وقاد ثورة لتحرر من حكم العثمانيين بدعم وتأييد من بريطانيا, وأراد إن يوحد المشرق العربي بتكوين حكومات عربية برئاسة أولاده الأربع, وهم (فيصل الأول) ملك سوريا (1918-1920) ومن ثم ملك العراق (1921-1933), وأخوه الأكبر(علي) ملك الحجاز (1924-1926), وملك الأردن (عبد الله الأول) (1921-1951), وأخوهم غير الشقيق الأمير( زيد)، وفي البداية أقرت بريطانيا إن يتوج الملك (عبد الله) على العراق, وان يتولى الملك (فيصل) عرش سوريا الكبرى (سوريا ولبنان), والملك (علي) يخلف والده على عرش الحجاز، وكان الملك (فيصل الأول ) قد توج وخلع من حكمه الملكي على سوريا بسبب احتلال الفرنسيين لها, عندها قامت بريطانيا بتعويضه بعرش العراق بدلا عن عرش سوريا, الذي تقرر ان يعتليه الملك (عبد الله), لكنه لم يعتل عرش سوريا بسبب رفض الفرنسيين وجود ملك عربي, بالتالي أقنعته بريطانيا بتخطيط دولة جديدة على الخارطة تقع على الضفة الشرقية لنهر الأردن تحت اسم إمارة شرق الأردن ليتولى إمارتها العام 1921, والتي استقلت في العام 1946 تحت اسم المملكة الأردنية الهاشمية .
وفي الحقيقة منذ اليوم الاول أعلن العراق (دولة سنية) واستمر بهذا النهج حتى قيل ان الملك فيصل يعطي المناصب للسنة والضرائب، على الشيعة وأصبحت هناك ثورات في الجنوب والوسط من الشيعة بسبب تردي الوضع وفي الشمال بقيادة البرزنجي وهناك ثورات مما يسمى الأشوريين في الموصل فقرر الملك اخماد هذه الاصوات قام بإصدار امره بإبادة الأشوريين وفعلاً قتل الاف الأشوريين في الموصل وعندما هاجروا الى سورية بالاتفاق مع الفرنسين لكن الفرنسين غدروا بهم ايضاً اخذو اسلحة الأشوريين وعادوهم للعراق وابلغوا الجيش العراقي عن موقع عودتهم الذي سرعان ما ذهب بأمر فيصل واباد الأف منهم ، ومن ثم قاموا الجيش بسلب القرى الاشورية واحد تلو الاخرى وحرض المجتمع على الاشتراك في سلب القرى واشترك العرب في الموصل بنهب قرى الاشوريين والاكراد سلبوا القرى المجاورة لهم بل وحتى اليزيدية اخذو يسلبون القرى المجاورة لهم ، وبعدها تم تجريف اكثر من 63 قرية في ادهوك ونينوى واستباح اموالهم ودمائهم فكانت ابادة حقيقية لم يبقي منهم احد ، ليكونوا عبره للشيعة الثوار في الجنوب والاكراد في الشمال .
حتى اصابت الملك لعنة الاشوريين وتوفي بعد هذه الابادة بشهر حسب ما اطلعت !!.
الى ان وصل الحكم الى الملك فيصل الثاني ورئيس وزرائه نوري سعيد وكانت هناك مشاكل كبيرة جداً وتشكيلات ثورية بدأت تتشكل منها حركة الضباط الاحرار ، وقامت ثورة في 14 تموز بقيادة امر الفوج الثالث لواء 20 ( عبد السلام عارف ) ويعتقد انها بعلم الفريق الركن رفيق عارف رئيس اركان الجيش وكانت اسم الخطة صقر ،بقتل الملك وولي العهد وافراد العائلة المالكة وبهذه الحادثة انتهى العهد الملكي في العراق وانتقل الى العهد الجمهوري .
يقال انها حققت الكثير من المكتسبات والمنجزات في عمرها القصير، أربع سنوات ونصف، ضعف ما أنجزه العهد الملكي خلال 38 سنة ، لذلك تكالبت عليها الدنيا من الداخل والخارج، تبع هذا الانقلاب انقلاب آخر أطاح بعبد الكريم قاسم، وتم إعدامه في انقلاب 8 شباط 1963.
وقد اختلف المؤرخون في تقييم نظام الحكم الملكي كما اختلفوا في تسمية الحركة ما بين الانقلاب والثورة.
اهم منجزاتها : إلغاء الملَكية وإقامة النظام الجمهوري ، في مجال الوحدة الوطنية وحقوق القوميات: التأكيد على شراكة العرب والأكراد في الوطن العراقي ، ألغت الثورة سياسة الانحياز نحو الغرب والأحلاف العسكرية التي سار عليها النظام الملكي، والتي أدت إلى إضعاف العراق عسكرياً ، صدور قانون الجمعيات عام 1961، والذي بموجبه أجيزت ما يقارب من 700 جمعية. وإجازة الأحزاب السياسية المؤمنة بالديمقراطية ، ألغت الأبعاد الطائفية والعرقية من ممارسات الدولة الرسمية، ووضعت الأسس لإلغاء التمييز الطائفي في العراق، لقد حررت ثورة 14 تموز 1958 سياسة العراق الخارجية من كل سلطان وتوجيه خارجي، وأصبحت لا تستهدف إلا مصلحة العراق ومصلحة العرب والحرية والسلام في العالم،… الخ .