23 ديسمبر، 2024 1:58 ص

جلسنا في مكتبتي الصغيرة نتحدث عن مواضيع تناثر شتاتها، حتى وصلنا قارعة الشعر، هدوء لا اعرف فحواه ؟ هب نسيم الذكريات مصحوباً بنبرة يعتريها حُزن جنوبي، كان تماماً حُزن المرأة التي فقدت ابنائها الاربعة وبقيت (شيلتها) ترسم ملامح الوجع والفقدان، سمعنا اسم #علي_رشم، في مقطع شعري، بعد ذلك شاهدنا عبر اليوتيوب قصة بعنوان علي رشم، تابعنا حتى النهاية، احد عشر دقيقة، نتابع بصمت ! ننتظر ماذا سيحدث، وكأن روحاً اخرى كانت تجلس لتشاهد معنا تلك الدقائق المعدودة، لم نكن نشاهد لحظات، شاهدنا ايام في هذه الدقائق، نَمَت بين خواصر الاجفان اشياء لا اعرف اي تفسير لها، سأله الاستاذ في المشهد ماهو اسمك؟ اجابه وهو على كرسي الصف، (علي رشم)
في تلك اللحظة نزل شيء على خدي صديقي ، شيء اشبه بقطرات المطر الغزيرة، وهي تتساقط فوق الجام، لم استطع البكاء ولكن قلبي صار ينبض بسرعة مخيفة حين قال له علي رشم،
اطفأت الحاسوب، وكان صديقي مازال يمسح المطر من ذلك الجام بردنيه، جلس جانبي وكان قد سألني عن لقائي بعلي رشم،
اجبته بأنني التقيت به مرتين ولم اعرف كيف اسلم عليه من حجم الخجل الذي كان يعتري ذلك الشاعر الشاب، هل تعلم انا الان بنفس سنه وهو ميت، الفرق بيننا انه مازال حياً ، واشعر بأنني اكبر بالعمر ومازال هو محافظاً على تلك السنوات التي لم تتجاوز الخمسة والعشرون جمالاً وعطاء!
‏كل شيء معقد ومؤلم هذا كل ما في الأمر، ما زال هو الشخص الذي يعرف كيف يتسلل من خلال كلماته للأذهان، ومازال يعرف قول الأشياء التي تدخل إلى أعماق القلب، والغريب هو تحت التراب
ما كان اسمه ؟
علي رشم