23 ديسمبر، 2024 4:06 م

اسلام ام اسلامات … كيف انتقل القران المكي الى المدينة ؟

اسلام ام اسلامات … كيف انتقل القران المكي الى المدينة ؟

قدمنا ان كتب المسلمين جميعها لاتدري كيف انتقل القران المكي الى المدينة وهذه الحقيقة تهز البناء المتداعي للروايات حول طيف واسع من الاساطير التي نمت في قلب التاريخ الاسلامي حول كيفية نزول القران ومواد كتابته وطريقة جمعه.
اذا تسلسلنا في معرفة الاساطير وفندناها سيكون الجواب مشرقا كانه فلق الصبح على سؤالنا الوارد في العنوان.
تعتبر السيدة عائشة مصدر الرواية الاكثر شهرة واعتمادا حول كيفية نزول الوحي وهي مبسوطة في الصحاح وسواها من المجاميع.
روى البخاري عن عائشة (… فجاءه الملك فقال اقرا قلت ماانا بقارئ فاخذنيفغطني حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني فقال اقرا قلت ماانا بقارئ فاخذنيفغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد فقلت ماانا بقارئ فاخذنيفغطني الثالثة ثم قال  اقرا باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق )
تروي السيدة عائشة هذا القصة استنادا الى خبرة اجتماعية وحسب فهي تقول ( نزل عليه المفصل وانا جارية العب)
تساعدنا كلمة ( ثم ارسلني) في تحديد معنى كلمة غطني فهي تعني احتضنني خنقني امسكني هزني عصرني ،وبمساعدة ( حتى بلغ مني الجهد) نعرف ان اول نزول القران كان مصحوبا بالعنف ، يمكن لهذا ان يفسر على انه تنبيها للمتلقي ليفرق بين حالة النوم واليقظة ويتاكد انه انما يتلقى كلاما وهو بحالة اليقظة لكننا نجد ان النبي لاحقا تاخذه (برحاء) الوحي وهي حالة من الوجد التي تفصل النبي عن العالم بما يشبه الانفكاك عن الوعي، الدراسات الحديثة تقطع بان العنف لاينفع في توصيل المادة العلمية ولايساعد على التركيز ، النبي يقول ماانا بقارئ اي لست قادرا على القراءة او ماالذي يمكنني ان اقرءه فيما الملاك لايقدم جوابا انما يكرر فعل التاثير جسديا على النبي ، التامل بهذا النص المورق الهادئ يحملنا على الاعتقاد ان الملاك عرض على النبي نصا مكتوبا وطلب من النبي قراءته بالاعتماد على التنوير الالهي ولم يغطه ولا تعرض له جسديا اذ ماحاجة الله لهذه الطريقة العنيفة في التبليغ؟ ذلك اننا نرى القران استخدم عدة افعال تصف كيفية ايصال الكلام الالهي الى النبي وهي انزلنا القينا اوحينا واعتمادا على قول القران نفسه من انه ( كتاب مسطور في رق منشور) فان انزلنا تختص بالقران المكتوب دون المحكي ومنه قول القران ( انزلنا التوراة) فيما يقول (سنلقي عليك قولا) والفرق هنا يرى بين المكتوب والمحكي.
يخاف المسلمون من الافتراض بان قسما من القران قد نزل مكتوبا وهنا نشات اسطورة ثانية هي اسطورة كتاب الوحي.
قيل ان عدد كتاب الوحي 13 وقيل انهم 20 وقيل انهم 43 والصدمة هنا ان موسوعة البخاري لانجد فيها الا رواية واحدة في باب كتاب الوحي حول زيد بن ثابت يقول له فيها ابو بكر …وكنت تكتب الوحي لرسول الله.
اذا اين ذهب البقية؟
الاسطورة الثالثة هي المواد التي كتب عليها القران فقالوا انها
العسب واللخاف والرقاع والاقتاب والاكتاف وصدور الرجال.
اخترعت اسرة هان الورق قبل ظهور الاسلام بالف سنة وعرف الصينيون الكتابة على القماش في حقب غابرة وكانت الكتابة على الطين الطري قد ظهرت في العراق منذ الاف عدة وكانت الجماعات اليهودية والنصرانية تكتب نصوصها على الورق ونرى النبي يامر بالكتابة والمحو ولابد ان المحو يخص مواد قابلة لذلك ،القران نفسه يتحدث عن صحف مرفوعة مطهرة وكلمة صحيفة لاتعني المواد الصلبة غير القابلة للثني.
في ترجمة رافع بن مالك وهو احد الاشخاص المحوريين في قصة الاسلام تقول الرواية ان النبي اعطاه القران الذي انزل عليه في السنوات العشرة التي خلت ، حدث ذلك في بيعة العقبة وهذا الصحابي كان احد النقباء فيها ، اذا كان القران مكتوبا فعلا على تلك المواد المتخلفة فمن العسير ان يستطيع رافع حمل اكوام من العظام والجريد والجلود واما اذا كان المعني من كلمة اعطاه هي التحفيظ فالوقت ماكان ليسع مهما كانت قدرة الحفظ لدى مالك علما ان بيعة العقبة وفقا للروايات تمت على وجل وبسرية .
الاسطورة الاخرى التي اخلت بفهمنا للاسلام بواقعية هي اسطورة اضطهاد المسلمين في مكة ، لقد اسلم رجال من بطون قريش كافة ومن عوائل نافذة وارستقراطية ودينية في ذات الوقت ، اسلم جعفر بن ابي طالب وهو شخصية مرموقة وعلى قدر كبير من الاحترام في المجتمع واسلم ابو بكر وهو حسب الروايات نسابة قريش اي المؤرخ بلغة اليوم واسلم عثمان وهو حسب الروايات احد اصحاب رؤوس الاموال او مليونير في عصرنا ، واسلم عمر وهو حسب الروايات شابا عنيفا ، واسلم سعد بن ابي وقاص وهو فارس وكان يتوثب للقتال في مكة ، واسلمت ام حبيبة وهي بنت زعيم مكة ، اذا من الذي يمكنه اضطهاد هؤلاء جسديا؟
كانت قريش تضطهد المسلمين معنويا وليس جسديا ، حسب القران نرى موسى يقول لله في قصة ارساله الى فرعون بانه يخاف التكذيب ولم يات الخوف من القتل الا في اخر سلم الاولويات ، كانت قريش تقول ان النبي محمد كذاب وساحر ومجنون وينسخ افكار الامم الاخرى بواسطة عبيد اجانب في مكة وكانت هذه هي طرق التعذيب الاشد ايلاما فوقع الكلمة على العربي اشد من السيف وكان الهجاء قد اخذ مكانته في المجتمع لتاثر المجتمع بالكلمة ، النبي محمد يبث شكواه من انه افتقد زوجته خديجة التي صدقته حيث كذبه الناس ، لانكاد نرى مضروبا من المسلمين في مكة اما مسالة ضرب العبيد فكانت ممارسة يومية معتادة في المجتمع المكي وماجاورة.
تظهر قريش في قصة هجرة المسلمين بدور الحارس الغبي الذي لا يتمكن من الامساك باحد.
هاجر المسلمون الى الحبشة وعادوا منها الى مكة وهنا احتاجت الامور الى اسطورة جديدة لرتق هذا الفتق فظهرت اسطورة الغرانيق العلا او الايات الشيطانية لتقدم كسبب حمل المسلمين على العودة بعد ان سمعوا ان النبي توافق مع افكار قريش وهذا لم يحدث مطلقا لانه يتعارض مع الخط الواضح الذي انتهجه النبي محمد في تقديم الاسلام اذ لم يحدث ان داهن احدا في احلك الظروف.
الاسطورة المضافة هي قصة الامانات ، فقد قالوا انه مامن احد لديه شيئا يخشى عليه الا امنه عند النبي ، اذا كان النبي محمد في صراع مع قريش وكان مطلوبا لمراكز السلطة وقريش تقول عنه انه كذاب وساحر وكانت حياته معرضه للاخطار بسبب مجيئه بدين جديد تماما على الناس فكيف تاتي الناس بعد ذلك وتضع اموالها عنده كامانة؟ وبملاحظة العينية في العلاقات الاقتصادية انذاك يمكننا ان نسال ايضا عن المساحة التي تحتاجها تلك الامانات.
تفرع عن اسطورة الامانات ان الامام علي بقي لاداؤها ، الحقيقة ان الامام علي بقي لامر اخطر من ذلك بكثير.
كان النبي محمد يعرف القراءة والكتابة وكتب بمساعدة شخص وحيد هو الامام علي القران المحكي وكانت لديه منه نسخا منها النسخة التي حملها رافع بن مالك وهي بجزء من القران المكي وليس جميعه وقد اعد النبي لهجرته بحذر لكن ليس بخوف وحمل على ثلاثة جمال نسخة من القران فيما ترك نسخة ثانية في بيته عند ابنته كما حمل معه ادوات الكتابة تحسبا لنزول الوحي في الطريق ونراه يكتب كتابا لاحدهم في طريق الهجرة جعلوه سراقة بن مالك وجعلوا الكتاب وعدا من النبي لسراقة بحلي كسرى.
ان الاسطورة التي كانت يجب ان تصطدم العقل الاسلامي هي اسطورة الحمامة والعنكبوت.
قالوا ان قريشا طلبت النبي بعد هجرته فدخل غارجبل ثور وعندما ادركه الطلب نظر الفرسان فاذا الحمامة بنت عشا واذا العنكبوت نسجت بيتا على باب الغار فانخدع الفرسان بذلك وظنوا انه لو كان في الغار احد لخرب بيت العنكبوت ، القران ربما يلمح الى ان هذه اسطورة خالصة ( وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت).
ان السؤال الصدمة هو ، لماذا فشل الفرسان في رؤية الجمال الثلاثة التي هاجر عليها النبي ؟
لدينا عدة احتمالات ، اما الغار فهو صخرة مجوفة باعلى الجبل بمدخل ارتفاعه متر ونصف ومساحته ضيقة ولايمكن ان يسع تلك الحيوانات فضلا عن استحالة صعودها ، جبل ثور نفسه نتوء صخري بطول 4 كم وارتفاع 700 متر ومحيطه اجردا ونفرض ان الجمال تركت ترعى فان العرب كانت تعرف الجمال من وجوهها كما نعرف نحن البشر والسيارات ونفرق بينها وان تشابه علينا وجه الحيوانات لاننا لانعرف الرعي.
كان مع الفرسان خبيرا بالطرق وهو الذي تتبع الاثر الى حد الغار والاثر لابد انه اثر الجمال.
النبي محمد وصل اطراف المدينة على جمل مردفا حسب الروايات مع ابي بكر ولايوجد احتمال انه اكمل هجرته مشيا.
اين ذهبت الجمال في تلك القصة الخيالية وهل قامت العنكبوت باخفاؤها ايضا؟
كان الانصار ينتظرون قدوم النبي ومعه القران وليس من المعقول ان ياتي النبي وليس عنده رسالته التي جاء بها الى هذا المجتمع الجديد والتي اضطهد بسببها.
كانت النسخة الثانية في الطريق مع الامام علي وفاطمة بنت محمد وقد تلبث النبي فلم يدخل المدينة حتى اكتمل وصول القران واهل القران فدخل بهم المدينة .
ان اي مبتديء في العربية يعرف ان حرف هذا انما هو للمفرد القريب والقران يقول
ان هذا القران يهدي للتي اقوم
فكيف جعلوا القران مفرقا على العظام والاحجار ؟ وكيف جعلوا زيد بن ثابت هو الذي جمعه ؟ وحسب عبد الله بن مسعود فانه اخذ من فم رسول الله 70 سورة وزيد له ذؤابتان يلعب بالمدينة؟
كتب النبي لملك العراق ولملك البحرين ولملك مصر ولملك الروم وكتب كتابا مع اليهود وكتب كتابا في الحديبية وكتب بسورة براءة وارسلها بيد احدهم ثم الحق به علي بن ابي طالب لياخذها منه ويبلغها بنفسه في مكة ونرى امراة خائنة تخفي كتابا تجسسيا في شعرها ونرى شاعرا يتحدث عن خط الوحي كما ان هناك تجارة مكوكية بين مكة والشام ومكة واليمن فكيف كانت تضبط الحسابات وعلى ماذا تكتب؟
انا استغرب ان يكون نص ديني مقدس يكتب على العظام واذا كان كما يقال لماذا لم تظهر في التاريخ الاسلامي كله قطعة حجر او عظم او رقعة او جريدة تحمل قرانا؟
ثم من كان يهيا هذه المواد ؟ ولماذا لاتصبح لها تجارة رائجة ودكاكين متخصصة؟
شخصيا اعتقد ان مامطروح حول الاسلام في التاريخ الاسلامي يتعارض مع الحقيقة بنسبة 99،99 % .
اننا امام اسلامات لذلك ظهر ذبح البشر كجزء من الحياة الاسلامية ووصلنا الى ماوصلنا اليه.