11 أبريل، 2024 11:59 ص
Search
Close this search box.

اسقاط طائرة التجسس الامريكية واعادة الحسابات

Facebook
Twitter
LinkedIn

صدمت ايران ترامب بإسقاطها طائرته التجسسية الحديثة الصنع وافقدته  توازنه  وجعلته متوترا ومتخبطا في تصريحاته التي اثبتت تغيرهوتقلبه، وهو يبرر التراجع والانسحاب( بكل سخرية) من الضربةالعسكرية التي اراد بها الرد على ايران وردعها، كرد اعتبار للهيبةالاميركية.

ويمثل تراجع الرئيس الاميركي عن شن العمل العسكري على ايران،ارباكا وتخبطا واضحا، لان قرار الضربة لم يتخذ بسهولة،  بل هوحصيلة دراسات مفصلة دقيقة ومستوفية من قبل ادارته، والتراجع بهذهالاعذار المضحكة الساخرة يعني ادراك ترامب اثار ونتائج شن الحربوالعدوان على ايران وتأثيراتها على المنطقة،  والتبريرات التي ساقها بشأن امكانية سقوط عدد من الضحايا يقدر  ب(150 ) فرد، ما هو الااضحوكة و(مسخرة)،  لان اي عملية عسكرية لابد وان يدخل فيها عاملالضحايا،  وهي من العوامل التي تناقش وتدرس قبل اتخاذ القراراتبالهجوم العسكري، والدليل على ذلك ما اوضحته صحيفة الواشنطنبوست بقولها ان ترامب لم يكن صادقا بقوله لن تتم الضربة العسكريةلايران بدوافع انسانية كما ادعى، وهنا قد يتساءل الكثير.. متى اهتمتواشنطن  بعدد الضحايا  واروح البشر؟  فيما تجد هناك الالاف منالعراقيين قد قتلوا على مدى عقدين من الزمن خلال فترة الحصار الظالموالاحتلال الغاشم للعراق!!، وفي غيره من الدول حول العالم !!.

ادارة الحرب

والمتتبع لخطوات ترامب في اختيار ادارته من الصقور امثال مستشارهللأمن القومي المتطرف جون بولتن الذي كان احد اهم الدعاة لاحتلالالعراق، وغيره من المتطرفين، يرى ان ترامب جاء بهؤلاء على اساس بناءادارة حرب اراد بها ارهاب ايران  بشكل خاص، وبعض الدول التي يعملعلى ابتزازها، لكن ايران كانت جادة في عزمها على مواجهة الابتزاز والاستفزاز ضدها  ولم تكترث بصقور ترامب وادارته الحربية التي ارادالتبجح بها، واليوم بعد ان شهد بعينه حطام طائرته وتناثر اشلائها يصرح ويقول انا ضد الحرب، ويريد الانسحاب من الشرق الاوسط  .

اليوم ترامب اصبح في مازق مع ايران يصعب التراجع عنه، ولن ينفعههنا حفظ ماء الوجه.. وكل التحليلات تؤكد ان مساعي ترامب للخروج منالاتفاق النووي سينال من الهيبة الاميركية الشيء الكبير،  فيما يبررتواجده في الشرق الاوسط ومضيق هرمز وبعض المناطق في المنطقة مناجل حماية المصالح الامريكية، والحقيقة ان تكاليف هذه الحمايةاصبحت باهضة الثمن على دافع الضرائب الاميركي، بالمقابل لم يعدبوسع دول الخليج (كما يرى بعض المراقبون) تحمل  هذه التكاليفوالاستمرار بالدفع لترامب الذي يستخدم كل الضغوطات لابتزاز بعضالحكومات،  وعليهم (دول الخليج) تحمل ذلك بصمت، لانهم  في الاساسواسرائيل، من دفع ترامب  للتخلي  عن الاتفاق النووي  بعد اقناعهبإقحام  نظام الصواريخ البالستية الايراني في هذا الاتفاق، والكل يعلم علم اليقين ان ايران ملتزمة بجميع بنود الاتفاق النووي، فيما يسعى قادةاوروبا لعودة ايران  والتمسك ببنود الاتفاق النووي عقب تصريحاتطهران بالتراجع عن بعض بنود الاتفاق بسبب العنجهية الاميركيةالخليجية الاسرائيلية التي زادت اليوم من عوامل القوة الايرانية، وجعلتهافي موضع اعادة الكثير من الحسابات.

نقاط قوة جديدة

المجتمع الدولي بات اليوم يرى الصورة اكثر وضوحا في هذه التطوراتالتي تشهدها المنطقة، وما خلفته بشكل عام، واصبح الجميع متأكدا مننقاط القوة الجديدة التي اضافتها طهران لنفسها، وفي مقدمتها اعادةتقيم دول الخليج لحساباتها بعد رسالة ترامب المخيبة لأمالهم وتطلعاتهمفي خنق ايران ومحاصرتها، اضف لذلك حوادث تفجير ناقلات النفط فيالفجيرة وخليج عمان والتي لم تتهم بها  ايران حينها في وقت سعت فيهدول الخليج لذلك.

التهدئة اليوم بعد حادث اسقاط طائرة التجسس ورسائل ترامب المحبطةوالمخيبة لآمال وتطلعات بعض الانظمة الخليجية، ما دفعت بالإماراتالعربية لدعوة ايران للتفاوض والحوار، وذلك عقب تصريحاتهم واحاديثهمعن دخولهم الحرب وبقوة مع واشنطن في حال وقوعها،  واصبح واضحاامام انظار دول الخليج عدم تمكن واشنطن حماية طائرتها، فكيفسيكون بمقدورها حمايتهم كما يتوقعون؟؟ وكذلك حماية الحليفالاسرائيلي؟؟  والسؤال ماذا سيحدث في الخليج لو حدثت المواجهة خاصة ان  جاءت هذه المواجهة مفتوحة على سعة المنطقة وايران تعلناستعدادها لذلك؟؟   والسؤال الذي يدور في الخلد الان.. هل تتحملاسرائيل المهووسة بدعوات شن الحرب على  ايران (منذ اكثر من عقدونيف) تبعات حرب مفتوحة؟؟ وهي التي يحيط بها محور المقاومة من كلحدب وصوب؟؟  فيما مراكز القوى الايرانية في كل مكان واسرائيلتتخوف من اشعال نيران مواجهات في مناطق اخرى تحيط بها وقريبةعلى حدودها..

في مثل هذه الحرب ونيرانها، ستجبر اسرائيل على مقاتلة كل الاطراف،يعني مواجهة كل محور المقاومة واذرع ايران التي تعلنها تل ابيب في كلمرة، وبالتالي قيام  حرب ستطول اشهر وليس ايام كما حدث في الجولانوسيناء في حزيران وحرب تشرين، والكل يعلم ان جميع المستوطنينالإسرائيليين سيصبحون جنود،  وسيغادرون مصانعهم ودوائرهمومزارعهم واعمالهم التي ستصبح ضمن مديات صواريخ المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة يغادرونها   من اجل السوق الى الحرب.. ومنالمحال تحمل اسرائيل هكذا ظروف صعبة وخطيرة، ناهيك عن اداركاسرائيل بالقدرات العسكرية الايرانية  وما يملكه جنرالاتها من تفكيروخبرة عسكرية  استراتيجية، فيما تعاني المؤسسات العسكريةالاسرائيلية  من مشاكل في  جبهتها الداخلية التي جعلتها غير قادرةعلى تحمل هكذا حرب، خاصة بعد الرسالة السلبية التي ارسلتهاواشنطن  بشأن المواجهة العسكرية مع طهران.

هناك من يرى ان ايران من مصلحتها تحريك الاوضاع، وهي تعملبتخطيط ستراتجي على تنفيذ ذلك بعد ان اتخذت القرارات العملية التيتجعلها في وضع المتمكن لبناء وتطوير نفسها  واسقاط طائرة التجسسكخطوة جريئة لمواجهة التحديات ورفض الحصار والتأكيد على نقاطقوتها، وهي مستعده كل الاستعداد لكسره وفك الخناق عنها  وهيتستغل الحياد الاوروبي الذي بات واضحا  ولا تريد تغيره تجاه الاتفاقالنووي، وبخاصة بعد ان قدمت ايران ما لديها من اجل حلحلة الموقفالاميركي وهي غير مستعدة(اوروبا) للتنازل لأمريكا بهذا الشأن،  علىالرغم مما تصرح به ايران بان ما يطلبه الاوربيون كالخروج من الاتفاقالنووي بأنه غير مقبول، وسنستمر في تقليص التزاماتنا طالما  لم يقدمالاوربيون على خطوات عملية ملموسة في الميدان لدعم الموقف الايرانيوهنا، اصبح جليا ان يكون لأوروبا مصلحة كبرى في انقاذ  الوضع، وفي نفس الوقت الحفاظ على الاتفاق النووي والتمسك بالحياد امامقرارات ترامب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب