23 ديسمبر، 2024 2:22 م

اسفرت القاعدة عن وجه الشبكة الماسونية

اسفرت القاعدة عن وجه الشبكة الماسونية

انشب الاخوان المسلمون، مخالبهم، في ضلع مصر، من خلال التلاعب بصناديق اقتراع، غير نزيهة، حصدوا بها، ثمار ثورة، وقفوا يتفرجون على الشباب، وهم يتساقطون اثناءها، بمواجهة حكومة ضارية، ثم انقضوا على الثورة والثوار وكادوا ينعطفون بالبلاد.
لم يخفِ تنظيم القاعدة وجهه الكالح من وراء الاخوان، وهم يحتكرون السلطة، ولم يتريثوا في اطلاق تخلفهم وعدوانيتهم وتنافرهم.. مستفزين من كل ماهو جميل؛ تحريما للخير وتجريما للصلاح، ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر من طرف خفي، يلبس الحق لبوس الباطل ويلبس الباطل لبوس الحق، تداخلا، يحقق مآربهم، فلا يسمحوا لاحد بالكلام، الا ليقول ما يرضيهم؛ فاما دعم تخرصاتهم، او اتهامه بالتضاد مع شرع الله وشرعية الدولة!.
جمع الانموذج الاخواني للسلطة المعبأة في شخص الرئيس المخلوع د. محمد مرسي، سلطات فاقت ديكتاتورية الطاغية المقبور صدام حسين في العراق وادولف هتلر في المانيا وستالين في الاتحاد السوفيتي المنحل.
كل ما حققه هؤلاء الطغاة، على مدى عقود من السنوات، اختزله مرسي، في عام واحد، تسارع اثناءه الحراك، يطحن مصر، باحتكاك المتضادات.. انفاق تحت ارض سيناء تمتد الى (حماس) في فلسطين، واستغلال بشع للحدود مع اسرائيل، باعتبارها عمق لوجستي للاخوان ضد الشعب المصري.
إنموذج عملي.. حديث ومعاصر، من بقايا الماسونية تجدد نفسها، متمظهرة بهيئة تنظيم اسلامي، يدك لبنات قاعدة لسحق الشعوب، بالحروب الاهلية والمجاعات والارهاب، بغية اضعاف الجميع لصالح قوة واحدة.. فردا.. صمدا، لم يلد مثلها ولن يولد، تغلق ابواب المستقبل دون الآتي؛ فيستجدي العالم استقراره باسترضائها؛ ولن ترضى؛ تبقيه في لهاث يسترخص ثرواته تحت قدميها؛ كي يمكث الرئيس رئيسا والملك مالكا و…
اعتصم تنظيم الاخوان المسلمين في سيناء، وحرمها على القوات الامنية، قتلا بالمصريين، مستخدما الاساليب ذاتها التي دأب تنظيم (القاعدة) عليها في العراق؛ ما يدل على ان مصدرا واحدا للارهاب، يخطط وينفذ…
يقتلون الناس باسم شرعية اكتسبوها من الناس، الذين عندما جربوهم، سحبوا منهم هذه الـ (شرعية!؟) فما عادوا سوى باطل يناور بكلمة حق ملفقة، وكأن الدخول في التجربة، والتعامل على اساس النتائج التي اسفرت عنها، محظور بحكم دين اسلامي آخر يعرفونه هم وحدهم ولا احد سواهم يعرفه.
ليس تنظيم القاعدة فقط، ولا السلفيين انما معظم فصائل الاسلام، الا ما رحم ربي، يسندون الاحداث لصالحهم؛ بلوي النصوص من آيات قرآنية واحاديث نبوية وحكم ووصايا الخلفاء الراشدين والائمة المعصومين والراسخين في العلم، لصالحهم، على حساب الواقع، المتنافر معها.
بدليل تكالب جهات لم تخفِ تواطئها مع الارهاب، ضد السلام في الدول العربية، من خلال الدعوة لعودة مرسي الى دفة الحكم، وتبرير الارهاب الذي يمارسه الاخوان المسلمون في مصر؛ بانه دفاع عن الشرعية، وان تصحيح الجيش لمسار الثورة التي اغتصبها السلفيون؛ وجيروها لاغراض لا وطنية، انقلاب عسكري، بدل ان يقولوا الحقيقة.. الشعب لم يرد مرسي ولا مرجعيته الاخوانية المتحجرة، فثاروا عليه، وبادر الجيش الى حقن الماء، في سابقة لم تألفها الانظمة التي يشكل الاخوان امتدادا لها.
الانظمة العربية، قاطبة، تضع الجيش في خدمة افراد الحكومة ضد الشعب، يقمع تطلعاته الى الحرية، الان.. في مصر، اثبت الفريق عبد الفتاح السيسي.. وزير الدفاع في دولة مصر، انه قائد لجيش نابع من الشعب، وليس كابوسا يجثو عليه، كما هي الحال مع سواه من الجيوش العربية.
تلك هي حقيقة الواقع الرائعة في مصر، الان، وسوى هذا الكلام، مجانبة للضمير والتفاف باطل على الحق، مدعوم بقوى اقليمية، لا تريد لجيش عربي يخرج عن سلطة الحكومة، مثلما دمرت العراق، بعد 9 نيسان 2003؛ كي تحذر شعوبها من (خطر) الديمقراطية؛ ولكي لا يقف العراق على قدميه قوة اقتصادية مؤثرة في المنطقة والعالم.