23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

اسطنبول كما يراها الزائر

اسطنبول كما يراها الزائر

وانت تغادر مطارها المذهل سائرا باتجاه المدينة ، تفاجئك اسطنبول بجمال حدائقها وباسلوب زرعها وتلوينها ، وكانها زوالي كاشانية تمتد الى جانبي شارع هذا المطار ، ويشعر الزائر وللوهلة الاولى انه امام بلدية مملوء نشاطها بالغبطة والحيوية ومظاهر الذوق الرفيع، وان من يقف وراء هذه البلدية رجال يحبون بلدهم ونساء لا يعرفن غير الاخلاص في اتمام العمل ااموكول لهن ، حيث تجدهن على مدار الساعة يرفعن من الارض حتى القشة الصغيرة، وانت تتامل الابنية الشاهقة، يتبادر الى ذهنك سؤال مهم ما الذي يعيب راسماليونا وهم يهربون باموالهم الى بلدان الارض الا العراق ، ولقد ابدع المهندس التركي وقبله الايراني عندما وضع كل منهم تار يخه ، وهو يصمم او يضع حجرا اساس لكل هذه الابنية المتراصة والمفعمة بالذوق والجمال ، وهي تقف شامخة مطلة على شوارع ابدع مهندس البلدية في تنسيقها وتبويبها ، والحال هو الحال في نظافة وتناسق وتبليط الفروع والازقة ، اما الحدائق العامة فتتبارى البلديات في اخراجها وتنظيمها وتنسيق الزهور فيها حتى فاقت الكثير من مدن وعواصم العالم .
ان المرور في مدينة اسطنبول ، متفق والنظام العام وقوة القانون ، وان المدينة تتقاسمها الكثير من المجسرات والجسور والانفاق، والجزرات الوسطية ، والمواصلات فيها متعددة فهي تبدا من الباص مرورا بالقطار الكهربائي وصولا الى المترو الذي وعد مسؤولوا النظام السابق والحالي ببناءه ومده في مدينة بغداد، والزائر العراقي بالذات يشاهد ويندب حظه العاثر على كل ما حل به وببلده ، الذي كان قبل اسطنبول مزارا للسواح ، وهنا لا نود ان نحمل احد المسؤولية فالمواطن العراقي يزيد الطين بلة اضافة الى الحكومات في مسالة تاخر البلد فلا المواطن العراقي يحب ان يتقدم ولا الحكومات تريد التقدم والتطور لهذا البلد العريق ناهيكم عن اللصوصية العلنية وسرقة المال المخصص للتطور والتقدم . والغريب ان المجتمع لا يختلف مع السلطة في جر البلد الى الوراء ، فالمواطن يسرق الرصيف والسلطة تسرق الرغيف ،المواطن لا يلتزم بالنظام ، والسلطة لا تطبق هذا النظام ، المواطن ينتقد السلطة والامانة مثلا تدعي ان المواطن يعبث في كل شئ حتى في مسالة جمع ورمي النفايات، ولنختم الحديث ولا نطيل فيه عاشت النفايات منتصرة علينا ولتظل المدينة العراقية تركض لاهثة وراء اسطنبول وغيرها من مدن العالم …