مع اقترابٍ لحافةِ , ومع دنوٍّ لِعشِيّةِ وداعي لمضيق البوسفور وضفتيه التي هي من الجنان , ومغادرتي لمدينة اسطنبول التي عدد السواح فيها يوازي عدد سكانها كلّ عام . آثرتُ هنا أنْ اُسجّل ما لم اراه .! بالإضافةِ لبعضٍ ممّا رأيته ويستحق الإشارة اليه ,ففي الوقت الذي عدد المساجد في مدينة اسطنبول يبلغ 3113 , مسجداً فَلمْ ارَ أيّ مُعمّم او رجل دين طوال فترة اقامتي .. وإذ تبلغ نسبة الأكراد في تركيا % 12 من مجموع السكان , ويبلغ عددهم في اسطنبول 4 – 2 مليون نسمة فلم ارَ ابداً مَن يرتدي ” الشروال ” او الزيّ الكردي التقليدي .. لمْ اشاهد ايّ شرطيّ مرور وذلك لوجود نظام ” ترافيك لايت ” مُنظّم ومُحكم , ولفت نظري كذلك عدم وجود ايّة لافتات او يافطات سوداء تحمل نعياً واسماءً للذين يفارقون الحياة . وَربما ليس غريباً بقياسٍ لدول العالم , أنَّ في اسطنبول مئاتٍ من محلاّت الصيرفة لكنها من دون كاميرات المراقبة ولا وسائل الحماية الأمنيّه , والى ذلك فلم ارَ ايّة عجلةٍ او مركبةٍ عسكريةٍ ايضاً .. عدد السيارات في كلّ تركيا يبلغ 5 مليون سيارة ونيف , لكن في اسطنبول وحدها فيبلغ العدد 3 مليون سيارة يثيرُ الإعجاب حقّاً إستثمار مياه مضيق البوسفور بوجود مئات الألاف من الزوارق والمراكب وخصوصاً السفن السياحية الكبيرة التي تمخر عباب المضيق برحلاتٍ نهارية وليلية وتقام على متنها سهرات غنائية وموسيقية راقصة مع مآدب العشاء ومستلزماته الأخرى ! , مما يشكل مردوداً مالياً – سياحيا كبيراً للمدينة .
وبقي أن اشير ” وخصوصاً للبعضِ من الجيل الجديد بعد سنة 2003 التي تُسميها احزاب السلطة او احزاب الإسلام السياسي بعام التحرير !! ” , بأنَّ اسطنبول كانت تُسمى تأريخياً بِ ” الأستانة و القسطنطينية و بيزنطة ” حيث كانت عاصمةً لعددٍ من الدول والأمبراطوريات كالرومانية والبيزنطينية والعثمانية ولمئاتٍ من السنين . .لكنَّ الأهمّ ممّا أشير اليه , فأنّ ما ذكرته من ملاحظاتٍ او بعض المعلومات , فأنها لا يشكل ولا يتجاوز الجوانب الفنية في اسطنبول وليس عموم تركيا , أمّا من الجانب الآخر فلعلّي اكثر من تعرّض في كتاباته النقدية الى السياسة التركية ومنذُ وقتٍ طويل .