10 أبريل، 2024 8:21 ص
Search
Close this search box.

اسرقوا.. لكننا نريد مبنى نظيفاً !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

أظن أنَّ التخصيصات المالية الضعيفة وقلة عناية القائمين عليها وراء تردي أشكال ودواخل المباني الحكومية عندنا. لم أجد مبنى حكومياً في العراق على الشكل الذي يتناسب مع أدائه وأهميته، هنالك شيء ما يعوز الادارة العراقية، ربما لا يكون المال القليل بحد ذاته، الاناقة مفقودة تماماً في المباني هذه، لكنها على أشدها في بعض الدوائر والمؤسسات الخاصة، وبات من الواضح أنَّ صورة الفوضى هي العلامة الفارقة في أغلب دوائرنا، أما الدوائر الخدمية التي تتعامل مع المواطنين فحدث ولا حرج.
ترتفع درجة المقارنة عند المواطن المسافر الى بلاد اخرى، والذين غادروا العراق من منافذه العديدة( طريبيل، الشلامجة، سفوان…) يكتشفون ذلك بوضوح، والمقارنة تبدأ من سياج المنفذ ولا تنتهي عند دورة المياه او صالة انتظار المسافرين وشباك ضابط الجوازات وصولا الى العربة التي تنقل بها حقائبك، ولكي أصل الى مبتغاي أقول: ستضطر الى حمل حقيبتك أو تحطيم عجلاتها في الممر الضيق داخل نقطة الحدود العراقية مع إيران(الشلامجة) بسبب التخسفات والتراب والاسمنت الساقط والحصى الكثيرة ما أن يوقع الضابط العراقي جوازك، لكنك ستسلك طريقا معبداً، خال من التخسفات والحصى والأتربة وستجد عربة نقل معقولة لحمل حقيبتك.
كنت صحبة احد أعضاء مجلس محافظة البصرة في زيارة لأحد المنافذ، حيث ألتقينا مدير المنفذ، وفي حديث جانبي يقول عضو المجلس قلت لمدير المنفذ: مكتبك وسخ، ودورة المياه في دائرتك قذرة، وأنت معلوم لدينا بانك تأخذ حصتك الكبيرة من الداخل والخارج ومن سائقي الشاحنات بخاصة، لماذا لا تصرف بعضا مما تستوفيه على تحسين مقر عملك، غرفة مكتبك وحمامك الشخصي؟ أذكر أنَّ عامل الخدمة في مكتبه قال لي شخصياً بانَّ سيده العميد يشفط الفلوس مثلما يشفط الشاي، وهو لا يرحم احداً، يأخذ من السائق ومن التاجر ومن المقاول ومن الناقل والمتعهد وووو.
الذي يتحدث عن النزاهة في غالبية المؤسسات الرسمية مثل الذي يتحدث عن الشرف في شارع بشار قبل 30 سنة، فالفساد قضية عراقية بامتياز، ولسنا بصدد ذلك، إنما نتحدث عن نظافة واناقة المباني الحكومية وجمال أشكالها من الخارج والداخل، ولماذا هي بهذا السوء، لماذا لا نجد من يعتني بها، لماذا لا نجد صيانة دورية لمرافقها وأقسامها العامة، مع يقيننا بوجود التخصيصات، لماذا ندخل دورات المياه ونخرج متأففين، ولماذا لا نجد مقعداً مريحاً، نظيفاً في أمكنة الانتظار، ولما يضطر المراجع للتزاحم والتدافر على شباك الموظف المختص، ولماذا لا نجد التعامل مع المراجعين بما يليق بحاجتنا الى التمدن والتحضر، أليس من حق المواطن أن لا يقف بالشمس لكي يحصل على نتيجة معاملته، خذوا الرشى والاتاوات واسرقوا منا ما طاب لكم، لكننا نريد رؤية مبنى نستحقه.
نقلا عن المدى

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب