19 أبريل، 2024 2:15 م
Search
Close this search box.

اسرار البطاقة التموينية … من يعرفها ؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم تكن الحاجة ام محمد  تتوقع ان تعود لبيتها المتواضع وفي يدها بضعة  كيلوات   من الرز فقط فقد تحاملت على وجع المفاصل الذي انهكها ليلة كاملة ..وذهبت الى وكيل المواد الغذائية في منطقتها بغية الحصول على حصتها  من السكر …فهي مدمنة على شرب الشاي وخصوصا مع موجة البرد التي اجتاحتنا مؤخرا  وتشعر بالذنب حين يقتطع ولدها الوحيد جزءا من دخله اليومي غير الثابت ليشتري لها السكر وتفضل ان يشتري بدله بعض الخضروات لأطفاله ……..ورغم انها طلبت من الوكيل ان يشرح لها سبب تناقص مواد البطاقة التموينية في كل شهر فضلا عن النوعية الرديئة للرز والسمن  واستلامه لمبلغ الحصة كاملا  ؟  الا ان الرجل لم يكن يعلم الكثير ليقوله ..
والتساؤلات التي كانت تدور في ذهن الحاجة ام محمد  هي ذاتها موجودة في اذهان الملايين من المواطنين الذين لم يجدوا اجابات شافية لحد اللحظة عن سبب تذبذب مواد البطاقة الموزعة شهريا وعدم استقرارها بالإضافة الى نوعيتاها غير الجيدة
وقبل ايام اعلنت وزارة التجارة ان حجبها للبطاقة التموينية عن اكثر من 350 الف  اسرة يعيلها موظفون من ذوي الرواتب العالية –ما زاد عن مليون ونصف شهريا – هذا الحجب وفر للوزارة ما قيمته 504 مليون دولار ستضاف الى ميزانية البطاقة التموينية ولا نرى كمواطنين ان هذا المبلغ سيسهم في تحسين او توفير مواد البطاقة بشكل كامل  لأنه   لايمثل  شيئا  مقارنة بالميزانية الكبيرة الموضوعة اصلا للبطاقة ، كما ان دعوة بعض الخبراء الاقتصاديين لإلغاء البطاقة واستبدالها  بتوزيع اثمان المواد التموينية على المواطن مباشرة لا تعتبر الحل الناجع لمعضلات هذا الملف لان ذلك سيؤدي الى مضاعفة اسعار المواد الغذائية المعروضة في الاسواق كون العراق يعتمد سياسة السوق المفتوح ولا تتدخل الدولة كثيرا في تحديد ما يستورده التجار واسعار المعروض .
ونعلم ان وزارة التجارة اعترضت على اقتراح  للحكومة العراقية بتوزيع المواد التموينية بسلة واحدة مغلفة  للمواطن لتجنب التلاعب بالمواد او نقصها معللة اعتراضها بصعوبة النقل والتوزيع المنظم .
 ولابد للحكومة العراقية ان تضع حلول سريعة وناجعة لهذه المعضلة التي يبدو انها اصبحت مزمنة  ..ولا اظني اكشف خافيا  لو قلت ان البطاقة التموينية  واشكالاتها ووجود اتهامات مستمرة  لمتصديها بالفساد اصبحت من الاسرار التي نتمنى ونتطلع  لمعرفتها يوما  .
و يبقى الحائر الاول المواطن ذو الدخل المحدود …والمحدود جدا احيانا والذي يعتمد بشكل كبير في غذاءه اليومي على ما يستلمه من وكيل المواد الغذائية والاخير غالبا لا يمتلك اجابة  لتساؤلات المواطنين حول نقص  بعض المواد ورداءة اخرى  ومن المؤكد انه سيقول لهم كما قال وكيل الحاجة ام محمد  لها حين فكرت للحظات ان تترك الرز ولا تستلمه:  ” زعلة العصفور على بيدر دخن “
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب