23 ديسمبر، 2024 1:44 م

اسراب العقول تزاحم اسراب الطيور

اسراب العقول تزاحم اسراب الطيور

يوما بعد يوم يزداد الشرخ الامني والاقتصادي اتساعا ليكون هوة واسعة تنساب منها اسراب بشرية ذات كفاءات علمية متميزة واصحاب للعلم والمعرفة والدراية في ابرز المجالات الطبية والعلمية والمكونين للبنية الاساسية للجامعات العراقية , تلك الكفاءات التي لم تعيرهم قلة الرواتب المتمثلة بآلاف الدنانير اي اهمية  مقارنة مع ما يتقاضونه من اضعاف مضاعفة في الوقت الحالي .

 

ولكن هناك ما يثير الاهتمام بجعل تلك الاسراب  تفوج كجماعات مهولة وكأنها مؤامرة حيكت بخيوط خبيثة دسيسة لتطال الجميع دون استثناء بغية تمزيق البلد وتكفينه بكفن الجهل والتخلف عن طريق ممارسة كافة الوسائل الترهيبية كالخطف والتهديد والقتل العمد حتى باتت هجرة العقول العراقية معضلة يعاني منها البلد وبشكل منقطع النظير وخاصة في الآونة الاخيرة بعد الانتهاك المزرى لحقوق الانسان واحتضار الوضع الامني وقوانين السلامة العامة والضمان الاجتماعي، مما ادى الى استنزاف الموارد البشرية والكفاءات العالية من البلد الى البلدان الاخرى.

 

السؤال الذي يصرخ في الاذهان ويهز الابدان دون مجيب , من المسؤول عن تفشي هذه الظاهرة ؟؟ وماهي الوسائل والحلول التي يجب ان تتبعها الدولة للحد من هجرة العقول والسيطرة على سياستها التنموية ؟؟

 

تكاد تكون الحلول لهذه المعضلة شبه مستحيلة اذا ما اتخذت الحكومة موقفا رادعا لايقاف نزيف الهجرة الذي قاد البلد الى انهيار اقتصادي وعلمي في عصب الحياة وهدم للهيكلية السكانية والقوى البشرية التي تعتبر من اهم مقومات اي بلد كان وان تسعى لكسب هذه العقول النيرة باسرع وقت ممكن وبعيدا عن النعرات الطائفية والتنابز الحزبي والفئوي لان هؤلاء هم بناة العراق ووجودهم بين احضان ارضه سيعيد لها رونقها العلمي والمعرفي ويمجد الحضارات العريقة التي عاشها البلد وتغنى بها , ليعود بهم مهد الحضارات وحاضنته الابداعية.

 

 فيجب ان تولي الدولة اهتماما اولويا وان تضع قدمها على ترابها الوطني لرسم سياستها التنموية بالشكل الذي يضمن سلامة ابنائها وبالتالي تحصين ارضها بأعمدة العلم و تقوية جذور رصينة لأشجار ستكون مأوى للطيور  تتفيأ ظلها وان تجردت اغصانها اوراق الربيع بدلا من ان تغادر موطنها الذي سينعم بالربيع يوما.