17 نوفمبر، 2024 4:35 م
Search
Close this search box.

اسرائيل وقنبلتها النووية التكتيكية على سوريا !

اسرائيل وقنبلتها النووية التكتيكية على سوريا !

لغاية الآن قد يكون يوم التاسع والعشرون من شهر نيسان الماضي , هو الحدث الفريد الأبرز في القرن الواحد والعشرين لحدّ الآن , حين اسقطت القاذفات السرائيلية اوّل قنبلةٍ نووية تكتيكية على مناطق حربية خاصة في ريف مدينة حماه .

أبعاد واصداء هذا السلوك النووي الأسرائيلي لم يحظَ بتفاعلاتٍ متكاملة في الإعلام العربي بما يتناسب مع حجم الحدث .!

المنطقة العسكرية الخاصة التي استهدفتها القنبلة الأسرائيلية وبما فيها من صواريخ ومستودعات ذخيرة وقطعات سورية وغير سورية , لم تستوجب القاء هكذا قنبلة على الإطلاق و وفق كلّ الحسابات العسكرية .! , وكان بمقدور القيادة العسكرية الأسرائيلية ضربها بقصفٍ شبه مركّز عبر القاذفات والمقاتلات لتحيلها الى ركام , وخصوصاً أنّ تفجّر الصواريخ والقذائف المخبأة في المستودعات كان سيوسّع من مساحة الضربة والأنفجارات كمياً ونوعياً , لكنه يبدو أنّ القاء القنبلة الصهيونية كان تمهيداً لأحداثٍ استباقية اخرى ولربما مخططة الحدوث , فعدا انها تحذيرٌ مسبق للجيوش العربية في التفكير بشنّ حربٍ على اسرائيل بعد ربعِ قرنٍ من الزمن على الأقل .! وزرع اليأس العملي والفعلي لقيادات الجيوش العربية في خوض اشتباك اواحتكاك مع الجيش الاسرائيلي

لاشكّ أنّ الأمكنة السورية التي جرى قصفها كانت مصوّرة بالأقمار الصناعية الأمريكية والأسرائيلية هي وسواها من مناطق العمليات والتحشدات السورية العسكرية ومنذ اوقاتٍ سابقة , لكنّ وصول او وجود شحناتٍ من الصواريخ الأيرانية الى ريف حماه ” حسب الإعلام والمعلومات السرائيلية ” بالأضافة الى وجود مستشارين وضباط ايرانيين هناك , قد كان سبباً لمنع حدوثِ سببٍ آخر يتجلى كرسالةٍ حادة للقيادة الأيرانية تمنعها من التفكير بأيّة ردود افعالٍ غير مدروسة للرّد على قصف الطائرات الأسرائيلية لمطار او قاعدة تيفور السورية الجوية الذي قُتل فيها بعض من مقاتلي الحرس الثوري الأيراني ومن بينهم ضابط برتبة عقيد .

لكنّ كلّ ذلك لايشكّل سوى المقدمة او السطر الأول من الرسالة النووية الأسرائيلية .! , فالقاء تلك القنبلة كحدثٍ تحذيري ولربما احترازي – اوّلي فهو للتهيئة السيكولوجية – العسكرية لما قد يحدث بعد الألغاء المفترض للرئيس ترامب للأتفاق النووي مع ايران في الثاني عشر من هذا الشهر , وهو عمليّة شلّ لأيّ ردود افعالٍ انتقاميةٍ محتملة لإلغاء ذلك الأتفاق .

هنالك ملامح بائنة وشديدة الوضوح لفرض ارادة قسريّة امريكية على دول المنطقة وسوف تؤدي الى تغييرات جيوبوليتيكية ستشمل الجنوب اللبناني ! وقد تطال شمال العراق , كما لابدّ لها ان تنعكس على احداث اليمن والحوثيين , وبجانب التحركات الملحوظة في ليبيا ومصر , وقبل كلّ ذلك ستغدو الساحة السورية كحلبةٍ لتصفية الصراعات الأقليمية والدولية , ولابّد لها لها من انعكاساتٍ على دول النفوذ العسكري داخل سوريا ” ايران وتركيا ” كأنموذجٍ .

المنطقة حبلى بأعدادٍ من توائم الأحداث التفجيرية والسياسية , واوراق اللعبة قد اختلطت الى الحد الذي لايمكن اعادتها كما كانت!

أحدث المقالات