23 ديسمبر، 2024 6:26 م

اسرائيل والازمة السورية وموقع العراق منها

اسرائيل والازمة السورية وموقع العراق منها

ان الازمة السورية تختلف عن الازمات في دول عربية اخرى والتي تحولت بفعل (الربيع العربي) . اذ حاول الاعلام ادراجها ضمن هذا المفهوم ، وهي بحقيقتها ليست ربيعا عربيا ، انما تأسيسا لدولة جديدة تعبر عن الحرب الطائفية (العالمية) التي اندلعت وانطلقت من الشرق الاوسط .
هذه الازمة ليست سورية محورها انما هي وسيلة للوصول الى المحور الرئيس وهو العراق ، الذي تعد ساحته هي المعركة الفاصلة ، ما اذا اندلعت فيه لا سمح الله ، لاسباب كثيرة اهمها انه مركز التشيع وعدم تقبل بيئته للتطبيع مع الكيان الصهيوني كما تقبلت بيئات عربية اخرى هذا التطبيع مثل دول الخليج .
فحتى لو كانت هناك انفاس في داخل العراق ترغب بهذا التطبيع الا انه لا يمكن ان يحدث ولا يمكن ان يعلن عنه ، لان الشعب العراقي زق زقا كرها وبغضا لهذا الكيان الغاصب ، انسجاما مع ثقافته المبنية على نبوءات اهمها اعتقاده بظهور الامام المهدي عليه السلام الذي سوف يتخلص من هذا الكيان .
ولا أأتي بشيئا جديدا عندما اقول ان هذه الحرب يقف ورائها الكيان الصهيوني ومن يقف معه من دول اجنبية وعربية ، الا ان سبب رمي هذا الكيان ثقله باشعال الفتنة والحرب في سوريا ، كونه وصل الى قناعة بصعوبة اندلاعها في العراق ، الذي مر بتجربتها في عام 2005 الا ان الله وقاه منها ، لذا فانه لجأ الى سوريا لتكون منطلقا لهذه الحرب لكي تصل نارها الى العراق ، ولاسباب ، منها الجيرة العراقية السورية ، ولوجود مقدسات كثيرة للشيعة في سوريا ، وهذا الامر ظهرت بوادره بقيام التكفيريين في سوريا بنبش قبر الصحابي حجر ابن عدي ، لاثارة مشاعر الشيعة والتدخل بصورة مباشرة في الازمة السورية .
واعتقد ان هذا الاسلوب هو الاسلوب الذي سيتبعه التكفيريين في سوريا لاثارة شيعة العراق وجرهم الى الدخول في هذه الحرب ، اذ لو دخل شيعة العراق في هذه الحرب فانه سيكون مقدمة لتدخل دولا اخرى مضادة بصورة مباشرة مثل السعودية وقطر وتركيا وحتى مصر ، ومن ثمن تحقيق ما يسعى اليه الكيان الصهيوني بتقسيم العراق واضعافه وتحقيق نبوءة الدولة اليهودية من النيل الى الفرات .
ان اكبر دليل على ضلوع الكيان الصهيوني بهذه الحرب ، هو التدخل الصهيوني عسكريا وقيامه بقصف مواقع داخل الاراضي السورية ، في اول لحظه من شعوره ببدء ضعف الجيش السوري الحر امام الجيش النظامي السوري .
وهذا الامر يؤكد ايضا بان مستقبل العروبة انتهى في العالم العربي ، بعد ان اصبح هذا المفهوم شعارا لتذكير العرب ببعض الامجاد التي يفتقدون اليها اليوم ، والتي نجح الكيان الصهيوني بانهائه تماما .
الا ان هذا لا يعني ان مهمة الكيان الصهيوني ستكون سهلة ، لوجود قوة شيعية كبيرة في المنطقة متمثلة بايران ، وحزب الله في سوريا ، وكذلك التنامي السريع للتيارات الشيعية المسلحة في العراق التي لا تتوارى عن اي مواجهة يمكن ان تجمعها بالكيان الصهيوني او من يتعاون معه .