يسعى القادة العراقيون الى الابتعاد من “الخطوط الحمراء”التي رسمها لهم الضمير العراقي وارثه التاريخي،واقصد بهذه الخطوط”المثلث”الهرمي “الدين واسرائيل والقيم الاخلاقية”،هذه مفردات يتحسس منها السياسون عندنا ،ويحاولون عدم الخوض فيها ،ومن يريد الانتحار عليه الزج بنفسه بهذا المستنقع، وكلنا يتذكر زيارة مثال الالوسي الى اسرائيل والتي وضعت هذا السياسي على المحك،لكن في الاونة الاخيرة لاحظنا بروز نغمة جديدة بهذا الجانب ،فاسرائيل تعلم جيدا ان العراق القوى اصبح ضعيفا جدا وتدخلها فيه سهل للغاية، لان هناك من هو مستعد لدعم هذا التوجه ،ولانغالي اذا ماقلنا ان القيادة الكردية لديها استعداد نفسي وسياسي لهذا الامر وهي لاتخفي ذلك، فالمسؤولين في اقليم كردستان يتحدثون عن فكرة اجراء اتصالات مع”الكيان”الصهيوني”بكل “اريحية” والسبب معروف لان الدولة العبرية لاتمانع من قيام دولة كردية ،وعندما ترحب بهذا ليس حبا بالاكراد ،بل فرصة ثمينة لتمزيق البلاد وجعلها دويلات بائسة لاتقوى على ردع عصابة ،والامنية تحققت لاسرئيل بهذا الخصوص، لان حلمها بات واقعا ملموسا ،اضافة الى ذلك هناك من يجد ان فتح الحوار مع اسرئيل لاغبار عليه،ويمكن حدوثه، ان المواقف باتت تميل لصالح اسرئيل رويدا رويدا ،والمثير للدهشة ان اسرائيل لم تقف عن هذا الحد بل فتحت لها محطات تجسس في السليمانية واربيل ودهوك فيما تعمل على فتح محطة في كركوك،بالتنسيق مع القيادة الكردية، أي ان اسرائيل اصبحت لاعبا مهما في الازمة العراقية ،وربما هي المحرك الخفي للاحداث في البلاد،لان حجم الدمار الذي لحق بالعراق ،لايمكن ان يكون محظ صدفة، وانما هناك من يخطط لذلك ويدعمه من وراء الستار.
