يبدو أن رئيس الوزراء حيدر العبادي يعتبر نفسه مالك اموال العراقيين و المتحكم الوحيد بأرزاقهم. حيث يصاب العبادي بكأبه شديدة عندما يحصل إي عراقي على راتبه كاملا أو يستلم تقاعده في موعده !! فالعبادي الديمقراطي والاصلاحي يقرر وحده من يستحق راتب و تقاعد و من لا يستحق متجاهلا كل القوانين التي تعطي الناس حقوقها و كل قرارات المحاكم العراقية. يسانده في ذلك مدير التقاعد السيد احمد عبدالجليل الذي اشترى لنفسه قصرا جميلا في ابو ظبي و عيين زوجته في دائرته ولكنها تعمل من بيتها و تستلم راتبها كاملا بدون نقصان!! حيث يحق لها ما لا يحق لغيرها!! طبعا كل هذا لا يشكل فساد لا سامح الله بل هو حلال زلال!
لكن العبادي الاصلاحي و التقشفي يمنح اعضاء مجلس الحكم رواتبهم التقاعدية كاملة!! العبادي يستثني اعضاء مجلس الحكم من الاستقطاع و التقشف و يعتبر خدمتهم مشروعة و مشرفة رغم انها لم تم السنة او بالكاد تخللتها مظاهرات احتجاجية متعددة!! فلماذا يستثني العبادي اعضاء مجلس الحكم من اصلاحاته؟ ربما يكون السبب ان العبادي كان وزير اتصالات في عهد مجلس الحكم. بالتاكيد العبادي لا يمكن ان يصدر قرارا يحرمه من امتيازات مالية فالاصلاح و الاستقطاع يشمل الناس و لا يشمل العبادي. لكن العبادي يحتاج الى اسكات اعضاء مجلس الحكم فهم يعلمون ان العبادي استلم رشاوي عن توقيع عقود عراقنا بعد اسبوع واحد من توليه لمنصبه كوزير للاتصالات!! فشغل العبادي الشاغل هو استلام الرشوة تلو الأخرى!! هذا هي خدمة العبادي و لهذا السبب هو في السلطة!! الغريب في الامر ان العبادي اختار ان يقبض الرشوة من تاجر الاسلحة الكيمياوية الذي باع هذه الاسلحة للمقبور صدام!! هذه هي الخدمة التي يستحق العبادي عنها الراتب و التقاعد والمخصصات!! ولهذا السبب تتحمل خزينة الدولة العراقية التي يقفل أبوابها بوجه العراقيين و لكن أبوابها تفتح على مصرعيها امام العبادي حيث بلغت مصاريف الشاي و القهوة والضيافة في مكتب العبادي عشرة ملايين دولار في الشهر!! العبادي يصرف في شهر واحد ميزانية وزارتين لعام كامل بما رواتب الموظفين!!
طبعا مدير التقاعد لا يعترض مطلقا على دفع رواتب و تقاعد اعضاء مجلس ليستلموا راتبين و ثلاثة و اربعة فمدير التقاعد لا يعترض على ذلك بل يسعده التقاط الصور مع المعجبين في مكتبه بعد اضافة شاشة بيضاء كخلفية لتعزيز نقاء الصورة. طبعا الشاشة و نصبها و ادامتها لا يشملها التقشف! يبدو ان مدير التقاعد يقتدي بالعبادي عندما يتمايل يمينا و يسارا على قاربه كي يلتقوا له صور من كافة الجوانب! نعم فالاصلاحون يتميزون بحب التقاط الصور. خاصة ان كلفة الصور من شاشات و كاميرات و قوارب و ساعات يد ثمينة لا يشملها التقشف.
أما حان الوقت ليقوم البرلمان باستجواب العبادي او مدير التقاعد عن اجرامهم بحق العراقيين؟ هل العبادي مقدس لا يجوز سؤاله عن رواتب و تقاعد العراقيين؟هل يحق للعبادي استلام رشاوي و استلام رواتبه و مخصصاته عن خدمة الرشاوي من الدرجة الاولى؟ هل مدير التقاعد مقدس ايضا يحق له شراء الشاشات باموال المتقاعدين ليلقط صور شخصية مع معجبيه؟ هل يحق لمدير التقاعد ان يعيين زوجته في دائرته؟ و طبعا هي تعمل من بيتها ومجازة كل الوقت بامر المدير؟ هل يحق لمدير التقاعد ان يقبض نسبة عن كل معاملة تجري في دائرته؟ هل يحق لمدير التقاعد شراء قصر في ابوظبي من اموال المتقاعدين؟ يبدو ان البرلمان يستهين بحقوق العراقيين المكتسبة اما رشاوي العبادي و مدير تقاعده فالرشاوي بنظر البرلمان حقوق مكتسبة.