8 أبريل، 2024 9:10 ص
Search
Close this search box.

استيراد قضاة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لجنة المساءلة و(اللا) عدالة في كل مرة يقطع عقلها بفصل شريحة من المجتمع العراقي بحجة ان هؤلاء كانوا بعثيين ومن اعوان النظام السابق . فمرة يطال الفصل اساتذة جامعيين ، وتارة موظفين حكوميين ، وطوراً مهندسين فنيين ، واخيراً وليس آخراً قضاة يعملون في المحاكم ، والله هو العالم غداً من سوف يناله الفصل ، وعلى رأي احد المطربين العراقيين : ( هم زين بيد الله الهوا مو بيدك ) .

   فلو كان الهواء بيد اللجنة المذكورة لقطعته على كثير من الناس وادّعت في وسائل الاعلام بان هؤلاء بعثيون لا يستحقون استنشاق هواء العراق .

   هل تعلم الهيئة الموقرة بان مئات بل آلاف من البعثيين قد تسربوا على احزاب سياسية حاكمة ، بعد ان بدلوا قناعهم من علماني الى ايديولوجي ثيوقراطي ! .

  انا هنا لا اريد الدفاع عن البعثيين ، لأنني معم ( كجه- مرحبة) ، لكن الحق يجب ان يقال ولو ان طعم الحق كالشري ( الحنضل) . وفي الحكمة : قل الحق ولو على نفسك . لكن هيهات ، ومن يفعل ذلك ، لا صاحب هذه السطور ولا جد جده . وكان ابو الحسن يقول : ان قول الحق لم يدع لي صديق . لذلك كان كثير الاعداء ، كما كان يعّبر . ولو رجع الزمن القهقري ووصل الى زماننا هذا ، لنال الامام الفصل (الاجتثاث) وهو هو .

    بعض المواطنين تساءلوا مستغربين : هل نستورد قضاة من الصين ؟ ! وانا اقول : بل يجب ان نستوردهم من اليابان ، او من مناشئ عالمية اخرى ، والسبب ان البضاعة الصينية رديئة وغير جيدة ، والعهدة على المستورد العراقي ، الذي دفع رشاوى بالعملة الصعبة لفلان السياسي ولعلان المسؤول وجاءنا ببضاعة هي (حاجة بربع ) . والعراقي المسكين يشتري ولا يسأل ، والآية الكريمة تقول : (وقفوهم انهم مسؤولون) .

  القاضي هو موظف حكومي حاله حال عبود المسكين الذي يعمل في امانة بغداد بأجور يومية كي ينظف شوارع بغداد الحبيبة ، ويتمنى ان يناله التعيين الدائم ، لكن محال ، اذ ليس لديه وساطة ولا اوراق فئة المائة دولار ، فالوظيفة صعبة و لا ينالها الا ذو حظ عظيم ، وعبود حظه اغبر لأنه ولد في زمن اغبر ، زمن الحرامية واللصوص ، وسراق قوت الشعب .

   الفرق اذن ، بين القاضي وعبود ، ان القاضي موظف دائم ، وان مهنته صعبة جداً ، لكنه محكوم بدستور وقانون ومبادئ انسانية واخلاقية وتربوية ووطنية ، فهو عندما يريد ان يصدر حكماً او قراراً فانه يستعرض كل هذه الاشياء ويضعها نصب عينيه ، ولو لم يفعل ذلك فانه خائن لكل هذه المعاني والقيم . وانا لا اريد ان اقول بان القضاة نزيهون مئة بالمئة لان ( ماكو زور يخله من الواوية) .

   ثم ان هناك مسئلة جوهرية : وهي ان النظام قد تبدل وان الدستور قد تبدل وان الساسة قد تبدلوا . وان هؤلاء القضاة اصحاب خبرة ولديهم باع طويل في هذا المعترك ، فهل تريدون ان تجلبوا لنا قضاة انصاف متعلمين وعلى مقياسكن ويحكم بما تؤمرون ! . ونصيحتي ان تنظروا الى مصلحة العراق ومصلحة الشعب ان كنتم تعقلون . واللهم اشهد اني قد بلغت .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب