17 نوفمبر، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

استهداف مخازن الأسلحة للحشد الشعبي

استهداف مخازن الأسلحة للحشد الشعبي

كثرت في الآونة الأخيرة حوادث استهداف معسكرات فصائل الحشد الشعبي ومخازن أسلحته في العراق مما تسبب في تدمير كميات كبيرة من مختلف أنواع الأسلحة بضمنها صواريخ مختلفة إضافة الى بعض الخسائر والإصابات البشرية ، ومن المتوقع أن تستمر هذه الإستهدافات لفصائل الحشد خصوصاً الفصائل المسلحة الموالية والتابعة “للجارة إيران” . ومن الواضح ان الكثيرين إرتبكوا وتخبطوا بماهية الجهات التي تقف وراء هذه التفجيرات ، فمنهم من إتهم الطيران الأمريكي بإستهداف معسكرات الحشد الشعبي ومنهم من إتهم إسرائيل ، ( بالرغم من تصريحات بعض القادة الإسرائليين بشكل غير مباشر ) ، ومنهم من إتهم جهات خارجية قامت بهذا العدوان دون تسميتها ومنهم من إلتزم الصمت دون أي تصريح أو تحديد للجهة أو الجهات المسببة لهذه التفجيرات . وقد تصور ” البعض ” ، خطأً ، بأن قيادات الحشد الشعبي والرموز الكبيرة الشجاعة فيها قد وقفت عاجزة ومذهولة ومرتبكة وحائرة وخجولة أمام هذه الأحداث الخطيرة دون أن تحرك ساكناً إلا إن الواقع عكس ذلك تماماً . فقيادات الحشد الشعبي الأشاوس ورموزه الشجعان بما يتمتعون به من خبرات عسكرية وتنظيمية وإستخبارية وتكنولوجية عالية جداً إستطاعت منذ البداية وقبل هذه التفجيرات الخطيرة أن تستقرئ الأحداث وتتكهن بكل مجريات الأمور في العراق بكل دقة ولهذا فإنها وضعت منذ زمن بعيد خطط شاملة وإجراءات فاعلة في كيفية مواجهة مثل هذه المخاطر والرد عليها . فتلك القيادات العظيمة آثرت السكوت وإلتزمت الصمت ليس بسبب الصدمة والإرتباك والضعف وعدم المعرفة ( كما يتصورها البعض “مع الأسف” ) بل لأسباب موضوعية وحكيمة قد يصعب على الكثيرين “لجهلهم” إدراكها أو فهمها أو إستيعابها. فتلك القيادات الفذة تعلم جيداً علم اليقين الجهة التي هاجمت مقراتها ومخازن أسلحتها ” العائدة لها ولغيرها” وحتى إنها كانت على علم قبل الهجوم وكذلك وسيلة الهجوم سواء بطائرات وغيرها حتى إنها صورت وإحتفظت بأرقام اللوحات المثبتة في مقدمة ومؤخرة الطائرات المهاجمة . فعدم الإفصاح بصراحة عن الجهة المعتدية ليس بسبب عدم القدرة على تحديدها وإنما لأسباب أمنية وستراتيجية حيث ان إبقاء تلك الجهة مجهولة دون الإعلان عنها سيساعد ميليشيات الحشد من ضرب وتدمير العدو رداً لعدوانه دون أن يعرف العدو من الجهة التي وجهت له الضربة التدميرية . ثم ان ترك العدو من ضرب مقرات ومخازن أسلحة الحشد الشعبي بالرغم من العلم المسبق بهذه الضربات وعدم إعتراض مقاتلي الحشد لها هو لكشف هوية العدو بالجرم المشهود أمام العالم والأمم المتحدة وكذلك أمام شعب العراق الملتف حول تلك القيادات والرموز العظيمة . إنها حكمة ودهاء وذكاء وفطنة قيادات الحشد الشعبي ، ولو أرادت تلك القيادات الشجاعة أن ترد على العدوان في حينه لاستطاعت ان توجه ضربة موجعة للعدو ترجعه الى العصور القديمة وتجعله يندم على فعلته ، ولو أرادت أن تنسق مع “محور المقاومة” فبإمكانها إبادة العدو كلياً ومحوه من على الخريطة “الورقية” خصوصاً وان أحد أركان محور المقاومة المتاخمة للعدو مستعد ويملك من الصواريخ المتطورة بالعدد الذي يصل الى جميع مناطق العدو ويبيده بلحظات حيث سئِم هذا المحور من الإنتظار دون تشغيل ترسانته ضد العدو . ويبدو إن هذا الإنتظار مرهون بظهور ” المهدي المنتظر ” .
ان إستهداف الحشد الشعبي من قبل تلك الجهات الغيبية غير المنظورة سوف لن يثني قيادات الحشد والمليشيات المسلحة عن عزمها الجاد والبطولي في مواجهة من تسبب في تدمير عدد من مخازن اسلحته ، وهاهم القيادات البطلة متميزين وشامخين وفخورين بتصريحاتهم العنترية الرنانة التي أفقدت العدو توازنه ومنهم من لجأ الى إتباع إسلوب ” النصائح والإرشادات الأبوية ” وإتباع نهج الأئمة في شحذ الهمم والذي يقع ضمن أساليب الحرب النفسية التي تربك العدو بالتأكيد . والأهم من كل ذلك فطنة قيادات الحشد في العمل على تغيير مواقع الأسلحة مما سيكلف العدو الكثير من العناء والمعاناة لإكتشاف تلك المواقع الجديدة وهذا بحد ذاته إنجاز يُفتخر به . لا يهم إحتراق أكداس من الحديد ما دامت القيادات بخير وسالمة وباقية من أجل حماية الأرض والعِرْض والمال العام .

أحدث المقالات