تسود حالة من الغضب والاستنكار الشعبي الفلسطيني العام على حادثة الاعتداء، أمس، على مسجد”حسن بك”في يافا، عروس البحر وعاصمة فلسطين التاريخية ابان الانتداب، واطلاق نار على مسجد”عمر بن الخطاب”في كفر كنا، قانا الجليل.
والحقيقة أن هذه الاعتداءات العنصرية ليست الاولى من نوعها في الاعتداء على حرمة المساجد وانتهاك أماكن العبادة، ولن تكون الأخيرة من نوعها في اطار سلسلة الاعتداءات الطويلة والمتكررة على المساجد والكنس في قرانا ومدننا.
وهي اعتداءات آثمة مرفوضة ومستنكرة، تستهدف المقدسات، وبغض الدوافع والأسباب النفسية الني ينطلق منها المعتدون، الا أن الأجواء العنصرية التي تغذيها المؤسسة الحاكمة في البلاد وتحريضها اليومي على العرب وملاحقاتها السياسية للقيادات العربية وشرعنة القوانين العنصرية، كلها تعطي الذرائع والدوافع لمثل هذه الاعتداءات بل الى أكثر.
ان الانتهاكات المتكررة للمقدسات والمعالم الاسلامية والمسيحية تتحمل مسؤوليتها الحكومة عمومًا، والشرطة خصوصًا، التي تتقاعس في هذا الشأن، مما يعطي للمجرمين والمتطرفين الضوء الأخضر لمواصلة اعتداءهم على مسجد مثل”حسن بك”لما يمثله من رمز تاريخي وديني ومعلم فلسطيني.
اننا اذ ندين بشدة ونستنكر هذه الأعمال والاعتداءات العمصرية الجبانة على حرمة مساجدنا ومقدساتنا، نحمل الشرطة وزر هذه الانتهاكات، حيث تقف متفرجة دون أن تلاحق الفاعلين، ودون لجم هذه الظاهرة الخطيرة، وتوفير الحماية والغطاء لممارسات عصابات المتطرفين، وندعو جماهيرنا العربية وكل القوى والفعاليات الوطنية والسياسية في مجتمعنا العربي الى حماية المقدسات وأماكن العبادة والمعالم الفلسطينية الباقية الصامدة الشامخة في يافا وحيفا واللد والرملة والقدس وجميع مدننا الفلسطينية، الشاهد الحاضر على جرحنا ونكبتنا ودليل على هوية المكان الفلسطيني التاريخية.