تَشهدُ منطقة الشرق الأوسط, زوابع مخيفة ومياهاً تَقطعُ الطرق, وعلى من يريد السير بأمان, أن يبحث عن طريقٍ سالك, إلا أنَّ هناك, من يزيد الطين بلة فيربك المسير.
أزمةٌ تشتد وجهودٌ تُبذل لكبحها, يتمنى جميع من في المعمورة, سحق فتيل القنبلة, التي لو انفجرت ستحرق المنطقة برمتها, مع أنَّ ذلك لا يعجب بعض الأطراف, ليحافظوا على مصالحهم.
قتالٌ متوقع بين دولتين, تمتلكان من الأسلحة ما يدمر المنطقة, أمريكا من جانب, وجمهورية إيران الإسلامية, والعراق هدفٌ من أهداف الحرب, فيجب حساب كل خطوة, فنحن فوق لغم نووي.
“نَعي جَيدا المَخاوِفَ التي تُحدِق بالعراق, نتيجة الصراع الإيراني الأمريكي، والعراق يقعُ في قلب المنطقة, وضمن جغرافية الصراع، وعلينا ان نبعد البلاد, من سياسة المحاور”/ السيد عمار الحكيم 10/5/ 219.
كلام السيد الحكيم, زعيم تحالف الإصلاح والإعمار, ينم عن تفهم كاملٍ, لما سيجري في المنطقة عامة, والعراق بصورة خاصة, وما دعوته لإبعاد البلاد, والركون الى سياسة الوسطية, و ترك سياسة المحاور, تُمثل الحل الأوضح, للوطنية واحترام دول الجوار, كون تطور الصراع, سيضر بمصالح جميع دول المنطقة, إضافة لما يحدثه من أذاً, لأغلب دول العالم.
هناك من يتربص بالعراق شراً, فالخلايا النائمة لداعش, متواجدة وتعمل بعض الأحيان, تَحت غطاء المقاومة الوطنية وطرد الإحتلال, للنيل ممن قضى على حلمها, بتكوين دولة الخرافة, فحريق السُفِن في الشارقة, لم يأتي أكله مع ارتفاع إصبع الإتهام, ضد جمهورية إيران الإسلامية.
اِستهداف المنطقة الخضراء, بقذيفة هاون مساء الأحد 19/5/2019, تعطي الضوء الأخضر لأعداء العراق, ليكون كمن يصب, الماء على الطين, لينزلق العراق في أتون الحرب, ويخرب ما تقوم به الحكومة, بالتوصل لحلٍ ينزع فتيل الحرب, بين طرفي النزاع, وكلنا يعلم مَن المُستهدف.
أنَّ حكومة إيران الإسلامية, لا تريد بدء القتال, فذلك ليس بمصلحتها, ولا يمكن أن يفيد غير أعداءها والعراق, ولا أعتقد أن التي استنفرت قوتها, لمساعدة العراق, في حربه ضد داعش, تعمل بعد ذلك الجهد, أن تكون سبباً لتخريبه.
إنَّ اتهام أمريكا بحرق المزارع, وضرب الخضراء بحجة المقاومة, خلفه أيادٍ تعمل على تأجيج الصراع, والمستفيد أياً كان, فهو عدوٌ للمنطقة, وليس للعراق فقط.