ما حدث اليوم في مجلس النواب كان علامة فارقة في تاريخ العراق السياسي الحديث حيث حدثت فيه الكثير من الامور والتي اعتقد انه من الضروري جدا الوقوف عندها التأمل فيها وهي :1. عندما ارادت الادارة الامريكية المحتلة في العراق تمرير الاتفاقية الامنية السيئة الصيت والتي وافق عليها الجميع وبدون استثناء سياسيا ودينيا واجتماعيا ولم يقف بوجها سوى الاحرار ابناء محمد الصدر وكان من ضمن ما قاموا به هو اطلاق الشعارات والضرب على المقاعد أثناء التصويت عليها وعندها انبرى الكثير ممن رأيناهم اليوم كأنهم قردة يتقافزون في قاعة البرلمان على التهريج على هذه الحركة ووصفوها بأبشع الاوصاف فلماذا قاموا بأبشع منها اليوم .
2. اتفاق الكتل السياسية على رفض مشروع المالكي التخريبي اثبت وبما لا يقبل الشك ان هذا الرجل اصبح خطرا على السلم الاهلي في العراق .
3. الذي يلاحظ رئيس البرلمان ورئيس الوزراء والاصرار على الاستمرار بالجلسة وتمرير الكابينة الوزارية يثبت وبما لا يقبل الشك ان لدى مقتدى الصدر قوة لا يمكن مجابهتها بأي حال من الاحوال .
4. ما حدث من النواب الذين يسمون انفسهم بالمعتصمين اثبت واقولها بمرارة وحرقة ان خيارات الشعب العراقي مؤلمة جدا جدا .
5. ما حدث من القرد الصيادي اليوم والذي كان بارزا من بين النواب المستقردين يذكرنا ببيان الصدر القائد عندما وصفه بالوقح .
6. المؤازرة الواضحة لأبناء محمد الصدر بمظاهرتهم المليونية لأمر قائدهم الصدر ارسلت رسالة قوية جدا الى كل من يعتقد ان بإمكانه ان يكون رقما في المعادلة السياسية في العراق ان يعيد حساباته من جديد .
خلاصة ما حدث اليوم ان هناك من اراد ان يكتب سيناريو بحسب هواه ويسير الامور بحسب نزواته الشخصية الهدامة لكن هناك من وضع النقاط على الحروف وكان صوته عاليا ونوره ساطعا امام خفافيش الظلام .