23 ديسمبر، 2024 2:30 م

استنكار المرجعية والطوفان القادم

استنكار المرجعية والطوفان القادم

أثيرت تساؤلات كثيرة؛ حول عدم تناول المرجعية الشأن السياسي؛ في خطبة الجمعة؛ إذْ في صلاة الجمعة خطبتان؛ دينية وسياسية، وذهب بعضهم الى إعتقاد إلغاء خطبة شرعية من أصول صلاة الجمعة؟!
إكتفت المرجعية بدعاء الثغور؛ للإمام زين العابدين عليه السلام؛ للمقاتلين المرابطين في سوح الجهاد.
يكاد العمل السياسي يشابه سدة الموصل، التي بنيت على طبقة كلسية قابلة للذوبان بالماء، ومخالفة للعلم الذي يصنف الأرض الى طبقات تبدأ بالتربة، الطين، طبقة حصى وصخور كلسية، صخور بينها رمل، وتنتهي بطبقة صخرية، وهنا البناء على كلسية قابلة للذوبان بالماء، ونخر بسيط يسبب كارثة إنسانية، ويُزيل محافظات من الخارطة، ويغرق ملايين، ثم ينتظر العراق جفاف تتحكم به الدول المجاورة.
أُكتشف خلل سد الموصل بعد 3 سنوات من بناءه، والجهات التي قامت به تعرف الخلل ووضعت أنفاق للحقن، وهكذا العملية السياسية، لم تقف على طبقة وحدة العراق الصخرية، وفيها ساسة يسوقوها للخلافات والتناقضات والطائفية، ونصب أعينهم مصالح شخصية، ودور المرجعية؛ حقن العملية السياسية؛ بمنبهات وإرشاد الى جادة الصواب.
بدأت توجيهاتها للساسة من عام 2003م، وأصرت على كتابة الدستور بأيادٍ عراقية، وفسحت المجال للتخلص من أدران الدكتاتورية وهضم الديموقراطية، وفي 2006م وجهت بيان عند إستقبالها المالكي في ولايته الأولى، و للتذكير المستمر كان على صفحاتها الرسمية الى يومنا هذا؛ ليطلع الساسة، ويعرف الشعب لماذا طالبت بالتغيير، ووصفت بعض الساسة بوجوه كالحة سببت الدمار، وفسادها جلبت الإرهاب.
لم تجد المرجعية جواب لبيانها، ولا مناشداتها ورجاءها وتنبيهها لأخطاءهم الكارثية، وعندما طالبت بالإصلاحات، وبخطبة تلو الآخرى تقترب ولم نجد آذاناً صاغية من الحكومات السابقة، التي أهدرت المال وسمحت لعصابات الفساد والعوائل بالتمدد داخل المؤسسات، وطالبت بمحاسبة الرؤوس الكبيرة؛ وإلاّ لا يمكن الإصلاح، وثم قالت بح صوتنا؛ إلا أن قالت ” لا نُزيد عن هذا” وتقصد التحذيرات السابقة؛ لصعوبة ظرف الإختبار الإقتصادي والأمني وخزينة الدولة فارغة.
إن العمل السياسي بمواجهة المصاعب أشبه بالإمتحان، ولا يمكن للطالب النجاح دون أجواء مناسبة للدراسة والتحضير، ومن حق أيّ مواطن أن يسأل عن 400 مليار دولار نهبت، ولم يجد حتى إتهام لمسؤول؟! وما يزالوا يتحدثون بالتمويه؛ فيما يستهتر الفاسدون ويعلنون على الهواء سرقاتهم، وغداً يتحدث القتلة على أن جميعهم رؤوساء عصابات سياسية؟! ولأكتفاء المرجعية بالدعاء مدلولات كثيرة وكبيرة، وأشارة الى طلب التآزر لمواجهة الإرهاب، وتفنيد الأصوات التي تستغل عدم قبول تعثر الإصلاح، ورد على أصوات تثير اشاعات تغيير تتبناه المرجعية.
الأجدر بالساسة التفكير أن 400 مليار ضائعة؛ تعني أن العراق يعيش أربعة سنوات قادمة بموازنات إنفجارية، ولا يعجز عن دفع رواتب من يقدمون أنفسهم مجاناً.
أقصى غايات الرفض والإستنكار؛ عندما يعتزل المصلحون، ويعبرون عن إستياءهم عن عدم جدوى نصحهم لمن لا يفقهون طوفان ينتظرهم؛ وإذا الشعب لم يُشخص من نهبه؛ حتما سيكون مصيره؛ طوفان مشابه لساسة حمقى إستهتروا بمفاهيم الإنسانية والأخلاقية، ويحلمون بالعودة للمنصب؛ بإلالتفاف على الدستور، والمرجعية لم تنسحب من دورها، وتقصد حتى الشعب ودورة بالضغط، وعدم السماح لعودة الفاسدين؛ بل محاسبتهم فوراً، والبناء على صخرة العراق الموحد.