22 ديسمبر، 2024 8:14 م

استنساخ التجربة الايرانية في قمع المتظاهرين قد يشعل نيران الصراع المسلح في العراق

استنساخ التجربة الايرانية في قمع المتظاهرين قد يشعل نيران الصراع المسلح في العراق

بغض النظر عن اوجه التشابه الكبيرة بين الاضطرابات الشعبية التي حصلت في ايران والحراك الشعبي المستمر في العراق لاسابيع عديدة من مختلف النواحي وبصرف النظر عن المطالبات المعلنة وغير المعلنة في الحالتين وكل ما يتصل بهما ويتعلق بتفاصيلهما فاننا نشهد هذا اليوم تصعيدا واضحا ضد المتظاهرين السلميين في الجنوب وبغداد يدفع الجميع للتساؤل عن اسبابه بعد ايام من الهدوء النسبي الذي ساد ساحات التظاهر تزامن هذا التصعيد مع ذروة الاحتجاجات في المدن الايرانية .
فمع نهاية جولة العنف الايرانية وبدء عودة الانترنت في ايران بدئنا نشهد بصورة مفاجئة تصاعدا للعنف في العراق وفي مختلف محافظاته الوسطى والجنوبية وما يخشى منه ان يكون ما حصل في ايران ومدنها قد شجع البعض ودفعهم بادراك كامل او بغيره لتقليد وممارسة الاسلوب الذي اخمد شرارة الاحتجاجات هناك وهذا امر قد يكون خطير بل وبالغ الخطورة على مجمل الوضع والمستقبل العراقي لاننا هنا نتعامل مع واقعين مختلفين اشد الاختلاف العراقي وهناك فوارق لا يمكن القفز عليها او تجاوزها ولابد من وضعها نصب اعين الجميع في التعامل مع الساحة العراقية واخذ خصوصيتها ومخاطرها بنظر الاعتبار وعدم ايقاد نار قد يكون اطفائها صعب جدا يفوق قدرة حتى من يوقدها ومن ابرز الفوارق بين الحالتين والتي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار دوما هي :
* وجود مرجعية دينية عراقية لم تنحاز حتى الان الى طرف معين على حساب الاخر وتلتزم الى الوقت الحاضر بمبادئ اخلاقيةعامة لا يستطيع اي طرف تجييرها لصالحه على حساب الاخر وكل اسبوع تعيد التأكيد على هذه المبادئ بدون ان تعير اهتماما للضغوط وردود افعال الاطراف المتنازعة سلبا او ايجابا وهذا الامر يجعل من الصعب ايجاد غطاء شرعي او اخلاقي لاي تحرك عنيف لانهاء خاطف للاحتجاجات ويجعل من يريدون ذلك في مازق قد يحاصرهم في وضع خطير .
* تجذر الاحتجاجات بعد ما يقارب الشهرين من اندلاعها واخذها مدى وطني واعلامي وتواجدها في ساحات معلومة اصبحت مزارا يوميا لافواج وطبقات مختلفة من الشعب على سبيل المشاركة والمؤازرة وتسجيل الحضور وهذا الموضوع قد خلق قوة احتياطية واسنادا كبيرا للمتظاهرين والمعتصمين قد ترفد هذه الاحتجاجات عند الحاجة او عند زيادة نسبة الاستفزاز مما سيفاقم الامور ويعقدها على القوى التي تريد انهائها باي ثمن وصورة كانت.
* وجود كميات كبيرة من الاسلحة والاعتدة ومجاميع خارجة عن سيطرة الدولة لدى مختلف الاطراف مما يشكل خطرا كبيرا لا متناهي يجب ان يحذره الجميع وان يتم التعامل معه على انه اكبر المحرمات والكبائر وان لا يتم الاقتراب منه مهما وصلت الامور .
* يجب ان يعلم اصحاب القرار والمتسلطون ان القوات الامنية في العراق لا يمكن ان يتم استخدامها في السيطرة على الاوضاع كما حدث في ايران وهذا المعنى يمكن استشفافه بمراجعة بسيطة للسنوات الاخيرة وطبيعة تعامل القوات الامنية العراقية مع احداث مشابهة وايضا يجب الحذر واخذ الجانب والواقع العاطفي والاجتماعي لافراد القوات الامنية العراقية بشكل عام بنظر الاعتبار فالكثير منهم يساند المحتجين ويتعاطف معهم لاعتقاده بان الكثير من مطالبهم هي نفس ما يريده .
* عدم امكانية ايجاد تعتيم اعلامي كامل كما حصل في ايران فتجربة قطع الانترنيت وححب وسائل التواصل الاجتماعي فشلت في العراق بشكل كامل فرغم القطع الكامل ظلت الكثير من اخبار ووقائع تظاهرات واعتصامات العراق تصل الى الاعلام العالمي وغيره الامر ااذب احرج من استخدم العنف المفرط بشكل كبير وصل حد التدويل .
* امكانية التدخل الاممي والدولي موجودة على الدوام في العراق وذهاب قضية الاحتجاجات الى الامم المتحدة او مجلس الامن وتدخل الكثير من الدول فيها قد يكون نهاية الطبقة الحاكمة برمتها لذلك يجب ان تسعى هذه الطبقة لان لا ينزلق الامر الى تدويل احتجاجات البلاد.
* يجب ان تحذر الطبقة الحاكمة بكل اطيافها وبالذات المحسوبة على ايران من الدخول في نفق العنف الكامل الذي سيجعلها هي نفسها فريسة لشركائها في السلطة و اعضائها بقايا نظام البعث الذي اعادت تاهيلهم وزجت بهم في النظام الجديد لقدرتهم الكبيرة على تلبية رغباتها وميولها .
ان الانزلاق الى التعامل الامني التام مع الاحتجاجات العراقية كما حدث في ايران لغرض انهائها هو امر يجب التفكير فيه الف مرة قبل ان يتم التفكير به مرة اخرى لخطورته ولعدم امكانية التنبؤ بنتائجه لاي شخص او مؤسسة ومهما كان مستوى اطلاعه ومعلوماته ومسؤلياته.