23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

استمرار مساعي بارزاني والعبادي لتعزيز التعاون و تجاوز الخلافات

استمرار مساعي بارزاني والعبادي لتعزيز التعاون و تجاوز الخلافات

رغم السياسات العدوانية والممارسات الشوفينية التي مارسها رئيس الحكومة السابق نوري المالكي ضد اقليم كوردستان والشعب الكوردي عبر تحريك قوات الجيش العراقي نحو المناطق الكوردية في محافظتي ديالى وكركوك فضلا على قطع موازنة الاقليم ورواتب موظفي وبيشمركة كوردستان وتهميش المسؤولين الكورد في بغداد و محاولاته المستمرة لشق الصف الكوردي وتشديد الخلافات بين الاحزاب والقوى الكوردستانية بالاضافة الى احداث قلاقل وفوضى بين مكونات مدينة طوزخورماتو التي عاشت متاخية لمئات السنين ، الا ان ارادة الخير انتصرت على ارادة الشر ، خاصة بعد تسنم السيد حيدر العبادي لرئاسة الوزراء ، اذ فتحت اربيل وبغداد صفحة جديدة من العلاقات برغم بقاء قرارات الحكومة السابقة ضد الاقليم سارية المفعول.
لقد كانت لزيارة السيد نيجيرفان بارزاني الاخيرة لبغداد ومباحثاته مع كبار المسؤولين في الحكومة الاتحادية وقعً كبير على اعادة التعاون والتنسيق بين الجانبين وخاصة في الحرب ضد الارهاب التي باتت تهدد مجمل الاوضاع في العراق والمنطقة ومن ثم تلتها زيارة رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني الى بغداد قبل البدء بعمليات تحرير الموصل واجراء حوارات مكثفة مع كبار المسؤولين في الحكومة الاتحادية في بغداد ومع قادة القوى السياسية المختلفة اعطت زخما ودفعا كبيرين لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في عملية استعادة الموصل وقد تجلى هذا خلال الاسبوعين الاخيرين في تحرير العديد من القرى ومناطق شاسعة من محافظة نينوى.
وفي ليلة السبت على الاحد الخامس على السادس من شهر تشرين الثاني الجاري ، وصل رئيس الوزراء الاتحادي السيد حيدر العبادي على رأس وفد من كبار قيادات القوات المسلحة العراقية الى اربيل حيث تم استقباله من قبل الرئيس مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني رئيس وكالة امن اقليم كوردستان مسرور بارزاني وفؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان وعدد اخر من كبار المسؤولين في الاقليم ، وفور وصول الوفد الاتحادي عقد الجانبان اجتماعا تناولا فيها مجمل الاوضاع على جبهات القتال ضد داعش الارهابي وخاصة مايتعلق بجبهة تحرير الموصل.
ان الزيارة بحد ذاتها تعد ردا للزيارة التي قام بها الرئيس بارزاني لبغداد وثانيا تاكيدا على تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين في المجالين العسكري والامني وايضا تاكيد على نية الطرفين بالاستمرار بالحوارات واللقاءات بغية حل المشاكل العالقة بين الجانبين.
وكشف السيد كفاح محمود مستشار رئيس اقليم كوردستان بان الهدف من الزيارة هو التأكيد على التنسيق العسكري والسياسي بين الجانبين.
واضاف محمود في تصريح صحفي ان مجيء السيد العبادي الى اربيل هو لغرض التعاون والتنسيق بين اربيل وبغداد وخاصة بين قوات البيشمركة والقوات المسلحة العراقية.
كما شدد السيد كفاح محمود على ان الرئيس بارزاني اكد للسيد العبادي خلال الاجتماع بان قوات البيشمركة كما قوات الحشد الشعبي لن يدخلا الموصل ،
مضيفا ان قوات البيشمركة والجيش العراقي قد نفذت الخطة المعدة لتحرير الموصل في وقت قياسي.
ويعتقد المراقبون السياسيون ، ان هذه الزيارة وفي هذا الظرف الحساس تبرهن على ان الجانبين قد قررا الاستمرار بالتعاون والتنسيق المشترك في جبهات الحرب ضد الارهاب وخاصة في الموصل وايضا استئناف المباحثات بين اللجان التي ستتشكل قريبا لحل الخلافات وخاصة في مجالي النفط و اطلاق رواتب موظفي اقليم كوردستان من قبل بغداد لتجاوز مرحلة الخلافات وفتح افاقاً جديدة للتعاون المشترك ، ولاسيما ان الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها قد اكدوا اكثر من مرة ضرورة استمرار الحوارات بين الجانبين وحل الخلافات السياسية عبر الحوار البناء والاستعداد لمرحلة موصل ما بعد داعش والتي تحمل في طياتها تغيرات جديدة على المستويين السياسي والامني في العراق والمنطقة.