احداث 16 تشرين الاول ومارافقها من احداث اخرى لتضييق الخناق على شعب اقليم كوردستان لأرغامه على رفع الراية البيضاء ، هو انطلاق الحلقة الاولى من مؤامرة كبرى بدأت من سيطرة القوات الاتحادية على المناطق المتنازع عليها بقوة السلاح بدعم اقليمي واضح وهناك حلقات اخرى من المخطط يسعى المخططون لتنفيذها على ارض الواقع بدقة وظهر ذلك جليا في كيفية تعاطي بغداد مع دعوات اربيل لانطلاق الحوار على وفق الدستور لمعالجة الخلافات وحلها بشكل يصب في مصلحة العراق باجمعه.
الحلقة الثانية من المخطط هو عدم استجابة الحكومة في بغداد للحوار الا على وفق شروطها التي تسعى من ورائها الى مسح اقليم كوردستان ككيان معترف به في الدستور من على خارطة العراق وعودة محافظاتها لهيمنة وسلطة بغداد اسوة بالمحافظات الاخرى التي تعاني من فقدان ابسط مقومات الحياة العصرية من استشراء الفساد و انتشار البطالة وزيادة مروعة في نسب الطلاق وفقدان الخدمات الاساسية فضلا على المشاكل الاجتماعية والامراض والاوبئة التي تعاني منها محافظات الوسط والجنوب جراء النقص الحاد في المياه والتلوث البيئي القاتل الذي بات يهدد الجميع بشكل جدي.
الحلقة الثالثة ، استمرار تضييق الخناق والحصار الاقتصادي وتجويع شعب كوردستان لأغراض واهداف سياسية وانتخابية من خلال عدم استعداد الحكومة الاتحادية ولو لصرف رواتب الموظفين كسلفة على استحقاقات اربيل من الموازنة ، كمعالجة آنية و لتخفيق معاناة الطبقة الفقيرة من المجتمع كي يشعر المواطن الكوردي انه يعيش في ربوع او احضان دولة تمثل جميع مكونات الشعب وتعمل على وفق مبدأ العدالة الاجتماعية في تعاملها مع ابناء الشعب بعيدا عن الخلافات السياسية.
الحلقة الثالثة والاخطر من المخطط بدأت منذ ايام في محافظتي السليمانية وحلبجة وذلك بتواطؤ ثلاثي محلي و اقليمي مع نفس شلة 16 تشرين الاول من خلال تحريض الشباب على اشاعة الفوضى عبر حرق الممتلكات العامة بذريعة تفاقم الازمة الاقتصادية وتاخير الرواتب ، لايختلف اثنان ان الشعب الكوردي يعيش اوضاعا معيشية صعبة للغاية ومن حقه ان يطالب بحقوقه وان يعبر عن ارادته ومطالبه عبر الاحتجاجات المدنية والحضارية من دون اراقة الدماء والحاق الخسائر بالممتلكات وتعطيل الحياة العامة ، ولكن مايجري هو صب الزيت على النار لتحرق الاخضر واليابس وهو مالايحل الازمة الاقتصادية ولا يسرع في صرف الرواتب بل يزيدها تعقيدا.
في خضم تلك الاوضاع ماالمطلوب من اصدقاء الكورد لمواجهة حلقات المؤامرة الحالية وماتليها؟
لاشك ان حل مشكلة الرواتب وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين هو الشغل الشاغل لحكومة الاقليم وفي حال تمكن الحكومة من حل تلك المشكلة واجتياز هذه المرحلة الصعبة ، ستخلق حالة من الاستقرار النفسي والطمأنينة في نفس المواطن الكوردي وعدم انجراره وراء المخططات التي تحيكها قوى محلية واقليمية لنسف التجربة الديمقراطية وانهاء النظام الفدرالي في الاقليم ، لذلك على اصدقاء الكورد وبالاخص الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الاوربي التي تؤكد في كل المناسبات على دعمها للشعب الكوردي وانها مع الحل الدستوري للخلافات بين اربيل وبغداد وحفظ التوازن بين الجانبين ، ان تقوم بتقديم مساعدات او منح مالية عاجلة لحكومة الاقليم لصرف رواتب الموظفين اسوة بالمساعدات التي تقدمها للدول الاخرى بغية الحفاظ على امنها واستقرارها ، لحين انطلاق الحوار وحل المشاكل العالقة بين الجانبين على وفق الدستور وترجمة مواقفها وتصريحات السابقة في مرحلة الحرب على الارهاب ازاء الشعب الكوردي وقوات البيشمركة في دحر تنظيم داعش الارهابي على ارض الواقع ودفع خطره حفاظا على الامن والسلم الدوليين.