لم ادخل دائرة جوازات الكرخ منذ عام ٢٠١٦ بآخر جواز اصدرته في حينها ، لا زلت اتذكر في تلك السنة كيف كانت فوضى اصدار الجوازات و عشوائية التنظيم و الروتين الحكومي القاتل و مزاجية التعامل مع المواطن و عملية الاذلال و الاهانة في دائرة كانت عبارة عن( كرڤانات ) مبعثرة في موقع الاصدار .
اول امس حجزت من هاتفي على الرابط الخاص باصدار الجواز الالكتروني و حددت مكتب حجوزات الكرخ قرب وزارة الخارجية و لا اخفيكم حجم التردد الذي انتابني و الخوف من المرور مجدداً بتلك الفوضى التي عشتها قبل ثمان سنوات في اصدار الجواز الخاص بي ، تلاشت نسبياً هواجسي و ظنوني السلبية عند سرعة الحجز الالكتروني و كيف وصلني ( باركود ) الحجز خلال دقائق ، محددا لي ساعة الاصدار التي طلبتها بارادتي ، ذهبت بعدها بيومين الى دائرة جوازات الكرخ لكن لا زلت وقتها متخوفاً مما سيحدث و راودتني الكثير من الصور السلبية و انا متجه الى دائرة الجوازات .
استقبلني بابتسامة في استعلامات الدائرة ضابط برتبة عقيد اخذ مستمسكاتي فقط ( البطاقة الوطنية و بطاقة السكن ) و باركود الحجز ، ختم لي على بطاقة الحجز و حدد لي رقم الكابينة التي اتجه لها لاكمال معاملة الجواز الالكتروني ، دخلت بعدها الى قاعة اكمال الجواز و تدقيق المستمسكات و التي وجدتها قاعة مرتبة و نظامية و نظيفة جداً ، بكابينات مرقمة و مريحة للمواطن ، و الحال ذاته عند ضابط التدقيق و الذي عرفت اسمه من البروش التعريفي على صدره ، المقدم احسان والذي انجز لي متطلبات اصدار الجواز خلال دقائق قليلة من اخذ سكنر الهوية و بطاقة السكن و اصابع اليدين و صورة شخصية و ارشدني الى غرفة دفع الرسوم عبر بطاقة الماستر كارد .
بعد خمس دقائق من اكمال المعاملة تسلمت جوازي الالكتروني و انا لا زلت غير مصدق لما يحدث معي من اهتمام و استقبال برحابة صدر و سرعة فائقة في الانجاز .
تغيرت عندي القناعات السلبية السابقة و ترسخت قناعات جديدة ، ان عراقنا يمرض ولا يموت و ينهض من جديد برجالاته المخلصين و الاوفياء لبلدهم .
تحية لوزير الداخلية السيد عبد الامير الشمري الحريص على توفير اعلى متطلبات الجودة في خدمة المواطن العراقي و العمل على راحته و لكل ضباط و مراتب وزارة الداخلية ، لا سيما مديرية الجوازات العامة بكل مكاتبها و فروعها .
نسيت ان اذكر لكم انني قرات في لوحة الاعلانات داخل مديرية جوازات الكرخ فقرات تقول ( يمكنك اصدار جوازك من هاتفك عبر التطبيقات الرسمية .. يوجد خدمة التوصيل المنزلي للجواز ).
