17 نوفمبر، 2024 9:54 م
Search
Close this search box.

استقرار العراق يبدأ من هنا…

استقرار العراق يبدأ من هنا…

كما معروف للنخبة الواعية أن التسامح والتصالح والعفو ينتشر الأمن والأمان بين الناس ويتبادلون المنافع بيسرٍ وسهولة بين مختلف الجماعات وأخذ ما ينفع ويفيد .”والحكمة ضالة المؤمن أنَّ وجدها فهو أحق بها” فالحياة الكريمة والعِزَّة والكرامة للعراقيين ، واجتماع الناس على كلمة واحده تحت ثقافة التصالح والتسامح والعفو ونسيان الماضي وفتح صفحات جديدة مشرقة تعود على الأمة العراقية بالنفع والفائدة واجتماع الكلمة وتوحيد الصف سنتجاوز كل المحن والفتن وسيعمل الجميع على النمو والنهوض بالعراق والتقدُّم في كافة المجالات المختلفة السياسية، الثقافية، الاقتصادية، الأمنية، التعليمية، والسعي إلى امتلاك القرار الوطني.
في هذا المقال أجد من الضرورة الوطنية أن تسعى كافة الأحزاب العاملة في العراق بعد صدق النوايا باتجاه استقرار العراق وان تباشر فعلا بدون “وثائق شرف وتسويات” إلى تحقيق المصالحة الوطنية عبر سلسلة من القوانين بذات الاتجاه لا بالاحتفالات أو المؤتمرات أو التصريحات “الهوائية”. وفي مقدمتها( إلغاء المساءلة والعدالة  وتحويل ملفها للقضاء العراقي – إحالة كافة المجرمين المتورطين بقتل العراقيين بغض النظر عن مواقعهم إلى القضاء العراقي – إعادة كافة الأموال المهربة والمنهوبة من المال العام إلى خزينة الدولة ومحاسبة الفاسدين قضائيا- محاكمة من تسبب في تسليم المدن العراقية إلى داعش –إصلاح المنظومة القضائية –تفعيل دور الادعاء العام –إعادة تأهيل كل مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسات الأمنية والعسكرية وفق المهنية والفعل الوطني- إبعاد المحاصصة السياسية في عملية توزيع المناصب  – تعديل بعض مواد الدستور- إصدار قانون حرية الرأي وفق البناء الوطني – إلغاء محكمة النشر والإعلام  لأنها سلاح السياسي والموظف الفاسد(بغض النظر عن عدالة قراراتها)-إبعاد المناهج الدراسية في المستويين الجامعي والثانوي من التأثيرات الطائفية والمقاصد التعبوية-عدم تدوير الفاسدين والفاشلين بين المؤسسات الأمنية والحكومية الأخرى بل وجوب معاقبتهم وبخلاف ذلك يظل الدم العراقي الطاهر يتدفق بفعل العمليات الإرهابية- قانون العطل الرسمية يجب أن لايتعدى العيدين الفطر والأضحى والعيد الوطني للدولة العراقية ومناسبة 6 كانون الثاني عيد تأسيس الجيش العراقي البطل وخلاف ذلك هو تكريس للمظاهر الطائفية والعنصرية – تشجيع الحوارات المجتمعية – ترشيق الذيل الإداري الكبير  والأولوية باتجاه إلغاء ما يسمى الهيئات المستقلة لأنها شكلت لارضاءات سياسية وليست مهنية ).
 الشعب العراقي لن يسمح لسياسيو الصدفة من الاستمرار في إشباع رغباتهم الضيقة وتاريخهم يشهد أن معظمهم من الخونة والعملاء..وبالتالي الذين يتباكون تحت ذريعة “وثائق الشرف والتسوية”. أؤكد أنهم ما يريدون سوى بقاء العراق في الواقع المرير والمؤلم والقتل وانتهاك الحقوق والحريات وارتكاب أبشع الجرائم التي لاتعبر عن التسامح والتصالح بل تعبر عن ثقافة الحقد والكراهية والعنف والإرهاب والتطرف في رفض الآخرين ، والعودة لكوم كبير من الجثث التي تملأ الشوارع ليس من أجل أمن واستقرار العراق الواحد بل من أجل أرضاء أطراف خارجية في تمزيق وحدة العراق والقضاء على خيراته وشعبه .
المطلوب في عام 2017: هو العمل على تعزيز حكمة التسامح والعفو والمحبة والسلام والحوار كسياسة وكثقافة سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى الرسمي والعام وكرديف لسياسة الحكم والدولة. لآن الثأر والانتقام كما الغدر والتآمر ليست من ثقافة وأخلاق وسلوك العراقي الأصيل.ويجب طي صفحة الصراعات السياسية والطائفية والتطلع إلى الغد والتحرر والتخفيف من أثقال الكراهية  وفقدان الثقة بين مكونات العملية السياسية والمجتمع.
 
ولذلك ما أحوجنا اليوم إلى العفو والتسامح، وإلى نسيان الماضي،وطي تلك الصفحات المؤلمة والشنيعة وخاصة  ما أنتجته حكومتي المالكي من تصفية للحسابات على حساب القيم والمبادئ والأخلاق وصل إلى حدِّ القتل وإزهاق الروح والنفس التي حرّمها الله .وتبرير ذلك حسب أجندات خارجية، وإعلان الانتصار على الآخر، سواءً بالكذب والبهتان، أو تزوير الحقائق وتزييفها، أو إرهاب الناس ومحاربتهم في قوتهم وحياتهم ومعتقداتهم، أو مصادرة الحقوق والحريات تحت أي مبرِّر المهم أن ” تنفذ الأجندة” وما اتخذ من قرارات ظالمة وغير ذلك.
 ولذلك  لابد من الدعوة إلى التسامح والتصالح وبحكمة العراقيين الشرفاء من خلال نشر هذه الثقافة بين الناس والعيش والتعايش السلمي على مستوى القرية والحي والمدينة والدولة والسعي إلى العمل من جديد والبناء، وقبول الآخر، والمصداقية في ذلك وإبداء حسن النوايا لتغيير الحال وتبديله وإيجاد الحلول والأفكار القادرة على لمِّ وجمع الكلمة والعيش بحب واحترام وكرامة، وحقن الدماء وصون ألأعراض والممتلكات وحماية المواطنين والحفاظ على الهوية الوطنية ونعزز لدى أبنائنا وشبابنا ثقافة المحبة والتسامح والسلام وحب الوطن والانتماء والولاء له .
 فبنشر هذه الثقافة وتفعيلها بين الناس بصدقٍ ونيةٍ صافية يعود نفعها على العراقيين جميعاً وهذا لن يأتي إلا بوجود الفهم والوعي والعيش والتعايش والتسامح ونشر ثقافة المحبة والسلام والوسطية والاعتدال ووجود الرغبة الصادقة والنية المخلصة والإيمان العميق بذلك والأخذ بالأسباب . وبالتالي سنجد أن بالتسامح والعفو والتعايش السلمي بين العراقيين والتعاون والتكافل، تقل الجريمة وينعدم التفكير في الانتقام وينعم المواطن بالحياة السعيدة والأمن النفسي وذهاب الإحباط والأمراض النفسية والاكتئاب وتعود معظم القيم التي ذهبت أدراج الرياح بسبب تداعيات الاحتلال وسياسة الفشل والفساد والطائفية والارتباط الخارجي .وحمى الله العراق وأهله.

أحدث المقالات